مسفر آل شيبان



تعتبر القراءة من اللبنات الأساسية التي تبنى بها الحضارات، وهي الرابط بين ثقافة وأخرى، ولأهمية القراءة فهي أول ما نزل على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في الغار، في قوله تعالى (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم)، والقراءة هي الأساس الذي يتعلمه الطالب في المدرسة، فعندما يدخل المدرسة يكون أول ما يتعلمه القراءة والكتابة، وللقراءة فوائد عدة أذكرها باختصار: 

1 - تحفيز الذهن: إن العقل البشري يحتاج دائما إلى العناية المستمرة به، ومن ضمن ما يعتني به العقل الاستمرار الدائم في القراءة، وقد أثبتت الدراسات أن كثرة القراءة تقلل من الإصابة بالأمراض العقلية مثل الزهايمر وغيرها من الأمراض الأخرى، وذلك أن الذهن بكثرة القراءة للكتب والاطلاع فيها يكون في عمل دائم يمنعه من فقد الذاكرة، كما أن كثرة القراءة تبقي الذهن متحفزا ونشيطا، وهذا مما يجعل العقل في وقاية دائمة من الاضطرابات والأمراض.

2 - ومن فوائد القراءة أنها سبب للتخلص من التوتر، فمن يقرأ ويكثر من الاطلاع والقراءة تجده بعيدا عن التوتر والقلق، وأكثر ما يفيد الإنسان ليبعد عن التوتر والقلق قراءة القصص والروايات التي تجعله في حالة من الشوق وتنقله إلى عالم آخر يجد فيه الأنس والسعادة، كما تعطيه فرصة للاسترخاء والراحة النفسية التامة.

3 - ومن فوائد القراءة الحصول على المعرفة، فبالقراءة تحصل على الغذاء المعرفي للعقل، والعقل -كما هو معروف- يحتاج للغذاء كحاجة الجسم له، فكل كلمة تقرأها تخزن في عقلك الباطني، وتظهر عند الحاجة لها مستقبلا، ويمكنك تنمية معرفتك وزيادة حصيلتك الثقافية والعلمية بكثرة القراءة في الكتب المناسبة، والتي تفتح لك آفاقا كثيرة وتزيدك علميا.

4 - ومن الفوائد المهمة للقراءة أنها تعطيك توسعا في اللغة، فكلما أكثرت من القراءة كثرت مداركك اللغوية، سواء في اللغة العربية أو في العلوم المختلفة، وتزيد كذلك من انطلاق اللسان وفصاحته، وتتحسن مهارتك الكتابية.

5 - ومن فوائد القراءة أنها سبب في تحسين الذاكرة، فعند القراءة، وبالذات في كتب القصص والروايات، تجد أن من الضروري أن تحفظ أسماء الشخصيات الواردة في القصة، وهذا ما يعد تمرينا جيدا للذاكرة ومنشطا لها.

6 - ومن فوائد القراءة أنها تعتبر مصدرا مهما من مصادر الترفيه للنفس البشرية، ولذلك تجد أن من يكثر من القراءة يعيش في قمة السعادة والراحة مع الكتاب الذي يقرأه ويقضي معه وقتا ممتعا.  ختاما، الكتاب يعتبر خير جليس للإنسان في هذا الزمان، وهو أسهل ما يمكن للإنسان حمله معه في كل مكان ليكون خير رفيق له أينما حل، وأجد أن من الضروري لكل منا الاهتمام الجاد بالقراءة والحرص عليها وحث أبنائنا وبناتنا عليها، خاصة ونحن نعيش فترة إجازة طويلة، ينبغي قضاؤها فيما يكون نافعا لهم في دنياهم وأخراهم، ولا أجد بالنسبة لي أفضل ما يمكن قضاء الوقت فيه من القراءة لما لها من فوائد، ولأنها خير ما يقي الإنسان من أن يضيع وقته فيما لا نفع منه.