كشف القنصل التركي بجدة السفير فكرت أوزر في تصريح إلى "الوطن"، أن سلطات بلاده تبذل جهودا كبيرة لإعادة تنشيط السياحة والاستثمار مع المملكة، تشمل تكثيف إقامة المعارض السياحية، وتسهيل إجراءات السفر. وأضاف أن عدد طلبات التأشيرة المقدمة للقنصلية التركية لم يتأثر إطلاقا بالمحاولة الانقلابية، وأن عدد طلبات الحصول على تأشيرة لتركيا يراوح بين 275 إلى 400 يوميا.
وأضاف أوزر بأن هناك مجموعة من أتباع جماعة غولن يقومون بجمع المال بطرق غير مشروعة، تحت ستار الأعمال التجارية والأنشطة الخيرية، وأنه من المقرر أن ترفع سفارة بلاده في الرياض خطابا بشأن ذلك.
محاربة الجماعة دوليا
أوضح رئيس المعهد التركي العربي للدراسات الإستراتيجية في أنقرة، محمد العادل، لـ"الوطن"، أن أنقرة لديها معلومات دقيقة جدا عن حجم نشاط جماعة غولن، في أنحاء العالم، والتي تنشط عبر مؤسسات تعليمية وإعلامية، وتركز في نشاطها في ذلك، وتحرص على إقامتها في إطار شراكات مع مواطنين، لتحمي نفسها وتجد من يدافع عنها. مشيرا إلى أن بعض الدول الإفريقية، مثل السنغال ومالي بدأت فعلا في إجراءات عملية ضد الجماعة، مؤكدا أن بعض الدول أحجمت عن اتخاذ الإجراءات نفسها، لمصالح تجارية، وهو ما أكد أنه سينعكس سلبا على العلاقات الثنائية بين تركيا وتلك الدول.
وبحسب العادل، فإن الحكومة التركية وجهت جميع مراكز الدراسات والخبراء برصد المواقف الدولية والعربية، خصوصا في ملف التعليم، وأنها ستبدأ قريبا حملة واسعة ضد نشاط جماعة غولن في كل أنحاء العالم، وستعمل على مراجعة علاقاتها مع الدول والجماعات التي لها صلة معها.
ترتيب الأوضاع
تواصل أنقرة، بعد حسم الانقلاب الفاشل، إعادة ترتيب أوضاعها، بالشكل الذي يضمن إمساكها بزمام الأمور، ويقول رئيس الوزراء بن علي يلدرم، إن المرحلة القادمة ستشهد إعادة هيكلة الجيش "بحيث تتماشى مع الدول العصرية، وقطع صلة الجيش بالسياسة"، مشددا على "ضرورة أن يستخدم كل شخص الصلاحيات الممنوحة له وفق القانون".
كما أكد يلدرم وجود حاجة ماسة لإعادة هيكلة الجيش، مضيفا أن منظمة فتح الله غولن "وكيانات أخرى ظهرت بكل أسف داخل الجيش وفي الدول العصرية المتقدمة، ولا يمكن للقوات المسلحة أن تشكل مصدر تهديد لشعبها ووطنها، ومن ثم وجبت إزالة هذه التهديدات، سواء من خلال إصلاحات أو إعادة هيكلة من جديد".
وأضاف "إذا تورط الجيش بالسياسة في دولة ما، فإن ذلك سيشكل وبالا عليها، وعلى كل شخص استخدام الصلاحيات الممنوحة له وفق القانون، وإن تم استخدام السلطات خارج هذه الصلاحيات فسيتحول الأمر إلى فوضى، وهذا لا يليق بالديمقراطية".
سلطات الطوارئ
كشف وزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، أن السلطات التركية ستقوم بإعفاءات من الوظيفة على مستوى السفراء في وزارة الخارجية، عقب المحاولة الانقلابية. مشيرا إلى قيام المملكة بتوقيف وترحيل الملحق العسكري التركي لدى الكويت، ميكائيل غللو، بمطار الدمام على خلفية تورطه في محاولة الانقلاب.