على الرغم من أن المحاضرة التي ألقاها الباحث والكاتب وحيد محمد الغامدي في مجلس ألمع الثقافي بقرية "رجال" التراثية مساء أول من أمس عن خطر الحروب الطائفية من خلال سرد تاريخي لمآسي حروب العصور الوسطى في أوروبا، وصولا إلى أن الفكر الطائفي من أخطر مداخل التدخل الأجنبي في الأوطان، إلا أن النقاش حول دور الفنون في نشر التسامح و"أنسنة" المجتمعات ومحاربة التطرف الفكري حظيت بنصيب كبير في النقاش الذي جاء بعد إلقائه الورقة، حيث أكد في مفاصل كثيرة من ورقته على أن نشر الفنون والاعتناء بها أحد حلول كبح جماح التطرف والطائفية، وهو ما اختلف فيه معه بعض الحاضرين الذين رأوا في ذلك مبالغة في إعطاء الفن دورا أكبر من الواقع.

لمحة تاريخية

قدم الغامدي في المحاضرة التي أدارها الشاعر حسن القرني، بعنوان "القيم الوطنية في مواجهة الطائفية قراءة في التجربة الأوروبية"، سردا تاريخيا لأهم الحروب الطائفية التي اجتاحت أوروبا، وخصوصا في فرنسا وألمانيا، معلقا على كل حالة.

ذاكرا جملة تعاريف لمفهوم الطائفية لخصها بـ "الطائفية هي حالة امتلاء الذات المذهبية أو العقل المذهبي بالإعجاب الذاتي الموصل إلى درجة إقصاء الآخر المختلف وكراهيته بسبب ذلك الاختلاف"، وقال: كان أحد أهم أسباب هذه الحروب أن القساوسة هم من يوجه السياسي، بل ويضعه على هرم السلطة.

صفات خاصة

أعطى الغامدي وصفا لأهم ملامح الحرب الطائفية، منها طول المدة، الانتقال السريع إلى مناطق أخرى تحوي تلك الإثنيات الدينية، ضياع حدود ومفاهيم الدولة الوطنية، والسماح للأجنبي بالعبث بالمصير الوطني، فقدان أعظم قيم الأمن والمستقبل، وهي الشراكة الوطنية مع المكونات الوطنية الأخرى.

معبرا عن تفاؤله بأن الإعلان الرسمي عن قانون تجريم الطائفية والقبلية والعنصرية سيكون قريبا، وذلك بعد أن تم نقاشه في مجلس الشورى، ورأى أنه أهم الحلول لمحاربة الطائفية إلى جانب الحزم الإعلامي مع الصحف والقنوات التي تحرض على الطائفية ومراقبة منبر الجمعة  وعزل الخطباء الطائفيين، وتعيين خطباء متزنين يتحلون بالتسامح مع ذواتهم أولاً.