أشاد سياسيون يمنيون بالجهود الكبيرة التي بذلها التحالف العربي لاستعادة الشرعية، في سبيل تهيئة الأجواء أمام إنجاح مفاوضات السلام، سواء التي جرت سابقا في جنيف أو الحالية في الكويت، مشيرين إلى أن دور التحالف العربي لم يكن عسكريا فقط، بل شمل أدوارا إنسانية وسياسية متعددة، صبت جميعها في إطار استعادة الشرعية في اليمن. وأضافوا أن المملكة العربية السعودية لعبت دورا كبيرا لإقناع وفد الحكومة الشرعية بالمشاركة في مشاورات السلام، خاصة بعد التعنت الكبير الذي أبداه الحوثيون. كما أثنوا على الجهود الكبيرة التي بذلها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لإيصال المساعدات إلى المحتاجين في اليمن، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية وخلفياتهم المناطقية والمذهبية، وهو ما أدى إلى تخفيف الأزمة الإنسانية التي يعاني منها المدنيون.
علاقات أزلية
أشار المحلل السياسي، سليم ثابت، إلى أن الموقف الذي اتخذته المملكة، بشن عاصفة الحزم، هو موقف تاريخي سوف يسجل في تاريخ اليمنيين، مؤكدا أنه حفظ اليمن من الضياع، ومنع اندراجها في الفلك الإيراني، وقال في تصريحات إلى "الوطن" "منذ فجر التاريخ يحتفظ البلدان الشقيقان بعلاقات متميزة، فرضتها عوامل عديدة مثل صلات القربى، واللغة المشتركة والمصاهرة، وظلت علاقتهما على الدوام تسير من حسن إلى أحسن، وعندما تآمر زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي مع المخلوع علي عبدالله صالح، ووضعا أيديهما في أيدي النظام الإيراني، لم ترض المملكة بهذا الموقف، انطلاقا من المصير المشترك الذي يجمعها باليمن، وفي توقيت بالغ الدقة شنت مقاتلات التحالف العربي الذي كونته المملكة غارات حاسمة، بعثرت أوراق المخطط الذي عكفت طهران سنين طويلة على حياكة أطرافه وتنفيذه، وأنفقت في سبيل ذلك عشرات المليارات من الدولارات، وكانت على ثقة من نجاحه، لدرجة أن مسؤوليها كانوا يتحدثون عن سقوط أربع عواصم عربية بأيديهم، ومنها صنعاء".
أدوار متعددة
أكد الناشط في المقاومة الشعبية بمحافظة تعز، سعيد الحسني، أن الدور العسكري الذي لعبه التحالف العربي لاستعادة الشرعية يظل جزءا بسيطا من الأدوار الأخرى التي قام بها، مشيرا إلى أنه رغم نجاح الغارات الجوية التي شنتها الطائرات العربية في تدمير مقدرات الانقلابيين، إلا أن التحالف نجح كذلك في تدريب عناصر المقاومة الشعبية، وهو ما يمثل نواة للجيش الوطني الذي يجري تكوينه على أسس جديدة، بعيدا عن الولاء المذهبي أو العنصري. وقال "تبقى المملكة رائدة في تشكيلها التحالف، الذي أعطى زخما عربيا قويا للوقوف في وجه الأطماع الإيرانية، وبذلت جهودا كبيرة في إقناع وفد الشرعية بمواصلة المفاوضات، بعد الاستفزازات التي تعرض لها من الانقلابيين. ورغم الانتهاكات المتعددة التي ارتكبتها الميليشيات، ظلت المملكة وقوات التحالف متمسكة بضبط النفس، لأجل تهيئة الأجواء لإنجاح مفاوضات الكويت. أما الدور الكبير الذي يلعبه مركز الملك سلمان في دعم المدنيين في اليمن، وتخفيف الأزمة الإنسانية التي أوجدها الانقلاب الحوثي، فهو يتحدث عن نفسه، ويكفي فقط أن المملكة قدمت أكثر من 70% من المساعدات التي دخلت اليمن".