فيما أعلنت موسكو مقتل خمسة من جنودها أمس، بعد إسقاط مروحيتهم بنيران أطلقت في محافظة إدلب شمال غرب سورية، أكد وزير الخارجية ، عادل الجبير، أن التباين في وجهات النظر بين المملكة العربية السعودية، وروسيا حيال الأزمة السورية لم يؤثر على مستوى التعاون المشترك، لافتا إلى أن التنسيق والتشاور مستمر بين البلدين لتقريب وجهات النظر حيال الملف السوري.

وأوضح الجبير في رده على استفسارات لوكالة الأنباء السعودية نشرها حساب وزارة الخارجية، أن المملكة حريصة على بناء أفضل العلاقات مع روسيا في العديد من مجالات التعاون .

يأتي ذلك في وقت باتت مسألة رحيل بشار الأسد هي نقطة الخلاف الرئيسية بين الطرفين، حيث أكد الجبير في وقت سابق أن الهدف لا يزال محاولة الوصول إلى حل سلمي يؤدي إلى إبعاد نظام الأسد، ولكن الخيار العسكري لا يزال قائما والدعم للمعارضة السورية لا يزال مستمرا.

إسقاط مروحية روسية

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت في بيان بثته وكالات الأنباء الروسية عن سقوط مروحية عسكرية روسية تشارك في العملية "الإنسانية" الجارية في مدينة حلب السورية وعلى متنها ضابطان وطاقم من ثلاثة أفراد.

وقالت الوزارة إن نيران أطلقت من الأرض أسقطت مروحية نقل عسكرية من طراز "مي-8 " في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم الجوية "شمال شرق" بعدما سلمت مساعدات إنسانية في مدينة حلب.

وأعلن الكرملين بعد ذلك مقتل الجنود الخمسة الذين كانوا على متن المروحية، ما يرفع إلى 18 عدد العسكريين الروس الذين قتلوا منذ بدء تدخل موسكو في النزاع في هذا البلد.

تقدم المعارضة

في الأثناء، حققت فصائل المعارضة السورية تقدما كبيرا في ريف حلب الجنوبي بعد ساعات على انطلاق المعركة الأعنف في المدينة، وذلك لفك حصار قوات النظام الذي فرضته لدى سيطرتها على آخر منافذ المدينة.

وقالت غرفة عمليات للمعارضة المسلحة تضم جبهة فتح الشام -جبهة النصرة سابقا- وأحرار الشام إن قوات المعارضة سيطرت على مواقع للجيش في الساعات الأولى من الهجوم الذي بدأ مساء أول من أمس.

وكانت المعركة قد بدأت بشن فصائل المعارضة أعنف هجماتها على عدة محاور في ريف حلب الجنوبي لفك الحصار الذي يفرضه النظام على المدينة، وذلك على جبهة بطول 20 كيلومترا، وبمشاركة أكثر من 10 آلاف مقاتل بأسلحتهم الثقيلة.

وطالت الهجمات مواقع النظام العسكرية في قرية العامرية ومنطقة مشروع 1070 شقة ومدرسة الحكمة، إضافة لتلال مؤتة والمحبة والجمعيات، ونجحت في السيطرة عليها.

أسر عسكريين

كما تمكن الثوار من تدمير أكثر من 10 آليات مدرعة للنظام وعدد من قواعد الصواريخ في مبنى الأكاديمية العسكرية والسيطرة على عدة دبابات في جبهة مؤتة، وقتل العشرات من عناصره، إلى جانب ضباط في حزب الله والحرس الثوري الإيراني، وأسر عدد من العسكريين برتب عالية. وأسفرت الاشتباكات عن انهيار دفاعات قوات الأسد وهروب جماعي لمقاتليه.

وفيما لعبت حملة إشعال الإطارات المطاطية دورا مهما في التشويش على طيران النظام وتغطية تقدم الثوار على الجبهات، لجأ النظام وكعادته إلى عمليات القصف العشوائي ضد المدنيين التي شاركته بها طائرات سلاح الجو الروسي بحسب الناشطين الذين أكدوا بدورهم سقوط عدد كبير من المدنيين في هذه الغارات.