كل ما يلزمك هو عشرة آلاف ريال تقرضها لجارك الذي تنوي الخلاص منه! ثم اذهب واشتكيه! والباقي على أهل الاختصاص في سرعة الخلاص! فهيا أوثِقُوه! وفي الأغلال اسحبوه! وعلى مرأى من أهل بيته جُّروه! وعلى مسمع الجيران افضحوه! ثم تباكى على مصيبة جارك، وأتقن الدور على جيرانك.

فاسأل نفسك يا ذا الخيال الشاسع: كم من رجلٍ أقرض امرأة لوجه الله.. ثم طال على عوزها الأمد! وموت زوج وكثرة ولد... فَسَل السجيناتِ الغارماتِ القابعاتِ على السرر الحديدية.. ذوات الجدران الأسمنتية! فلكل زنزانة قصة.. وخلف كل قصة خِزِيُ وخِسّةَ!

فلا تنهض الدول بناطحات السحاب! وإنما بالحد الأدنى من حفظ كرامة الفقراء.. ممن اقترضوا عن جهلٍ.. فَذّلوا بعد أن جرمهم القانون.. وقذف بهم في غيابت السجون!

وأعلم أن قوانين الدول الأوروبية تمنع إصدار أحكام بسجن المتعثرين! ويتم الاكتفاء بحجز سياراتهم، وتصفية حساباتهم ودفعها للدائن الرسمي (البنوك فقط) ويمنع القانون سجنهم أو إذلالهم لصالح أي جهة تمويلية، ويتحمل الممول الفردي مسؤولية خسارته (غالباً سويسري ذو دماء يهودية) ورث مهنة الأجداد وملأت إعلاناته الصفحات (إعادة تمويل كوشري من ملاحيم وأبنائه) يعني تمويلا شرعيا في جريدة الوسيط تبعهم!

فانظر كيف قادنا التمويل الشخصي والتسليف الفوضوي لكارثة (التَّضَخُمْ) وغلاء الأسعار! فمن هو الجشع حقا يا تري؟ هل هو المستلف حاجة في الشراء؟ أم الممول الربوي رغبة في الثراء دون عناء؟ فضخم الأسعار.. وأربك الأسواق.. وسجن الفقراء. فمن أراد أن يسلف الناس، درس حالهم، ثم أعطاهم بعقل وتدبير، وليس بفسق وتخدير (انظر: تخدير المجتمعات واستعبادها عن طريق إغراقهم في الديون) كتاب الاقتصاد الألماني (داس كابيتل) 1895.