عقب الإعلان عن التدخل الأميركي لقصف داعش في مدينة سرت بالغرب الليبي، قال رئيس البرلمان عقيلة صالح، في مقابلة تلفزيونية إن ما يصدر عن حكومة الوفاق، برئاسة فايز السراج، يعد خرقا للدستور، على اعتبار أن هذه الحكومة لم تحصل على ثقة البرلمان. وأعلن رفضه التام استعانة السرّاج بقوات أميركية لضرب تنظيم الدولة في ليبيا.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية أكدت في بيان الإثنين الماضي، أنها شنت غارات جوية على مواقع تنظيم داعش في سرت، بناء على طلب حكومة السراج، وأنه جرى اعتماد هذه الضربات من قبل الرئيس باراك أوباما، بناء على توصية من وزير الدفاع، آشتون كارتر، ورئيس الأركان، جوزيف دانفورد. وأوضح البيان أن هذه الضربات تتماشى مع التقدم الذي حققته قوات ليبية على الأرض، بعد استعادتها السيطرة على المناطق المحيطة بمدينة سرت، مؤكدا أن الضربات سوف تتواصل في سرت، من أجل تمكين هذه القوات من تحقيق تقدم حاسم ضد تنظيم داعش، في سرت التي تعد معقله.


تنسيق مشترك

قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جون كيربى، إن الغارات "سوف تتواصل بالتنسيق مع الحكومة، التي حددت الأهداف لضرب داعش ليبيا وهذه الغارات تأتى لمواجهة التهديد الذي يمثله داعش". مؤكدا أن الغارات سوف تقتصر على مواقع المتشددين في سرت، مضيفاً "لا وجود لقوات أميركية على الأرض في ليبيا، وتم التنسيق مع قوات التحالف بشأن الضربات".

كما قال المتحدث باسم البنتاجون، بيتر كوك، إن الضربات استهدفت موقع دبابة وسيارتين تابعتين للتنظيم. وأشار كوك في مؤتمر صحفي إلى أن أقل من ألف، وربما بضع مئات من مقاتلي داعش لا يزالون في سرت.


إطار محدود

رحب المتحدث باسم عملية "البنيان المرصوص"، العميد محمد الغصري، بالمشاركة الأميركية في قصف الدواعش، وقال في تصريحات صحفية "بدأ العمل الفعلي لتنسيق العمليات، بحسب الإحداثيات التي تم رصدها وتحديدها من غرفة العمليات". وكان السراج تعهد بأن لا تتجاوز المشاركة الأميركية سرت وضواحيها، وأنها سوف تتم في إطار زمني محدد، مشيرا إلى أن أولى الضربات التي استهدفت داعش تسببت في خسائر جسيمة للإرهابيين، وأن المجلس قرر تفعيل المشاركة في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب.من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية، تقييمها الإيجابي للعمليات الأميركية، على أهداف لتنظيم داعش في سرت.


نزوح المدنيين

عن الوضع الإنساني في سرت، أفادت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في أحدث تقرير لها بأن 35 ألف شخص فروا من المدينة خلال أبريل ومايو الماضيين، مما أدى إلى وصول إجمالي عدد النازحين داخليا القادمين من هذه المدينة الساحلية إلى 90 ألف نسمة، وهو ما يمثل أكثر من ثلاثة أرباع سكانها. وكان التنظيم سيطر على المدينة الواقعة على ساحل البحر المتوسط بالكامل، العام الماضي، وحولها إلى أهم قاعدة له بعد العراق وسورية، لكنه محاصر حاليا في مساحة لا تتجاوز بضعة كيلومترات وسط المدينة، حيث لا يزال يسيطر على مواقع استراتيجية، منها الجامعة، والمستشفى الرئيسي، وقاعة مؤتمرات.