في تجربة أجراها باحثون في علم النفس تسمى تجربة المارشملو قدمت قناة الجزيرة الوثائقية فيلما وثائقياً عنها وفي التجربة أحضروا مجموعة من الأطفال، وأجروا عليهم اختبارات تبين نسبة ذكائهم وصفاتهم الشخصية، إحدى التجارب كانت تختبر قدرتهم على الصبر والتحمل، حيث يضع الباحث قطعة حلوى المارشملو أمام الطفل ثم يخبره أنه سيخرج ويعود فإذا عاد ووجده أكل الحلوى لن يعاتبه، لكن لو وجده لم يأكل سيعطيه كيكة ثانية مكافأة على صبره.
انتهت التجربة وظهر أن مجموعة من الأطفال كانوا صبورين، ومجموعة أخرى لم تصبر، وكان هناك تباين في مستوى الذكاء وبعد 14 سنة تمت مراجعة أحوال هؤلاء الأطفال ماذا أصبحوا ليتفاجأ الباحثون بالنتيجة.
الأطفال الذين كانت درجة ذكائهم عالية ودرجة صبرهم منخفضة انتهوا إلى أشخاص فاشلين جداً والأطفال الذين كانت درجة ذكائهم منخفضة بالنسبة لزملائهم ونسبة صبرهم عالية انتهوا إلى رجال ونساء ناجحين في حياتهم العملية والزوجية.
في التجربة الأميركية من كل ثلاثة أطفال كان هناك طفل واحد صبور واثنان لا، مما يجعلني أتساءل لو طبقت في السعودية كم طفل من الأطفال سيكون صبورا؟
هل فكرت بأطفالك وبأطفال أقربائك؟ هل مرت بذاكرتك كم مرة رأيت طفلا يصرخ على والدته لأنه يريد شيئا ما ووجدت الأم فجأة تستجيب وتعطيه، ثم فكرت أن أمك لم تكن تفعل ذلك؟
في الحقيقة إن إعطاء الأبناء ما يرغبون به يسهم في عدم اتصافهم بالصبر، والصبر كما تخبر السنة الشريفة قابل للتعلم والاكتساب "من يتصبر يصبره الله".
لكن لماذا نعطيهم ما يرغبون؟ في الواقع علماء النفس يقولون إن ذلك يأتي على سبيل التعويض، فيقول الوالدان لأنفسهما حسنا أنا لا أمضي مع أطفالي وقتا فلماذا لا أعوض عليهم بالمال وتحقيق ما يرغبون وبالتالي يقتل قدرتهم على التحمل والصبر والعمل فيتحولون لنسخة فاشلة مستقبلاً.
أتساءل كم طفل سعودي يتعامل أبواه بهذه الطريقة معه ويتجاهلان أن التربية هي مسؤولية خاصة، إن القرآن الكريم وقبل التجارب العلمية منح الأبوين إضاءات لما يجب أن يربيا الطفل عليه وأهمها الصبر.