الدكتور زيد الحسين نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان رجل خلوق ومهذب وإضافة لذلك فهو متحدث جيد، لكن لا يعني أن نتفق معه بالضرورة..

استمعت إليه قبل يومين لكنه لم يقنعني أبدا.. حتى حديثه عن زيارة الهيئة لجازان والمدينة المنورة.. كان ممتعاً ومؤثراً، لكنه غير ذي جدوى، لأن نجاح العمل مقرون بالنتائج!

الأخ الحسين ـ مثلاً ـ ينتقد سجن مواطن بسبب خمسة آلاف ريال.. أي أنه كان يرفض سجن مواطن بسبب هذا المبلغ البسيط!

لكنه لم يخبرنا ما ذنب المواطن الآخر؟!من الذي سيدفع له هذا المبلغ؟.. هل ستقوم الهيئة بدفع المبلغ من حسابها؟!

أم سيتم إخراج المديون تقديرا لظروفه الأسرية وحالته المتواضعة، وتترك الرجل الذي يطالب بماله يندب حظه؟

حسناً؛ من الممكن إخراج المديون ليتدبر أمره.. لكن يجب أن يكون تحت كفالة الهيئة نفسها.. أو كفالة حضورية أخرى.. دون ذلك ستعم الفوضى وتضيع حقوق الناس الخاصة..

هذا حق خاص ولا يجوز التعلل بأي وسيلة وتحت أي ذريعة ـ كامتلاء السجون أو الظروف الأسرية للمسجون أو غير ذلك ـ كي نحرم إنسانا آخر حقه الخاص..

نحن مع مؤسسات حقوق الإنسان.. ومع حقوق الإنسان.. لكننا إطلاقا لسنا مع ضياع الحقوق!

هيئة حقوق الإنسان يجب أن تحافظ على حقوق الناس جميعا.. لا تميل مع طرف ضد طرف مهما كانت المبررات أو الأعذار أو الحجج.. هذا حق خاص.. أما إن كانت القضية تتعلق بحق عام.. فالدولة غنية وقوية وتمتلك الحق في أن تتنازل عن حقها، وليس لنا علاقة..