نظمت تركيا، أمس، تظاهرة "تجمع الديمقراطية والشهداء"، التي دعا لها الرئيس رجب طيب إردوغان، في ميدان يني كابي بإسطنبول، وشارك فيها عدد من أحزاب المعارضة الرئيسية، تنديدا بمحاولة الانقلاب منتصف الشهر الماضي. وتقدم إردوغان المتظاهرين، بمشاركة الرئيس السابق، عبدالله غول.

وقالت مصادر إعلامية إن أعدادا كبيرة من المتظاهرين جاءت إلى الموقع من مدن بعيدة، حيث تم توفير وسائل نقل مجانية لتسهيل وصولهم، مضيفا أن الفعالية لم تشهد رفع أي أعلام حزبية، وأن العلم التركي هو الوحيد الذي يرفعه المشاركون. وجرت التظاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث أقيمت 165 نقطة تفتيش أمني للحضور، كإجراء احترازي.


انتقادات لاذعة

دعا إردوغان مؤيديه للنزول إلى الشوارع للتصدي للانقلابيين، ووجه انتقادات لاذعة لمنظمة "فتح الله غولن"، مشيرا إلى أنها لا تهدف إلى السيطرة على بلاده وحدها، وإنما تسعى أيضا إلى التمدد إلى دول إفريقية، مشددا في الوقت نفسه على أن الحكومة تتخذ كل التدابير اللازمة لتطهير الجيش بالشكل الصحيح، "ليحمي الشعب ولا يقتله". وأضاف "أتباع غولن قاموا بمحاولة الانقلاب، وتلك الجماعة ليست دينية ولكنها إرهابية تحاول السيطرة على البلاد واقتصادها. ونؤكد أن التهاون مع الظالم خيانة للمظلوم، ولن نتهاون مع الانقلابيين، هؤلاء خونة، لن نرحمهم، هؤلاء ليس لهم إلا مصالحهم الخاصة، وسنزيلها، لن نسمح لهم بالبقاء في مؤسسات الدولة. فقد قصفوا البرلمان، والقصر الجمهوري، ومديرية المخابرات العامة، وحاولوا أن يسيطروا على مؤسسات الجيش، بإمكانهم السيطرة على بعض مبان، لكن لن يستطيعوا السيطرة على الشعب". وتابع "سنتخذ كل التدابير اللازمة لتطهير الجيش بالشكل الصحيح، ونحتاج إلى أن نشرع في بناء دولة من الصفر، والمدارس والكليات العسكرية ستكون مفتوحة لكل الأتراك، حتى نبني جيشا يحمي الشعب ولا يقتله".