ستظل كبيرا يا وطني رغم كل ما يقترفونه بحقك من صغائر، وستبقى شامخاً يعجز المتطاولون أن يرتقوا لهامتك أو محاذاتك، فمنذ أن توحدت هذه البلاد ومحاولات الحاسدين لم تكل ولم تألُ جهدا لزعزعة صبرك وسماحتك، ولا أظنهم سيقفون عن محاولاتهم لا لشيء إلا لأن تآلف مكونات هذا الوطن وتماسك أبنائه إلى جانب استمرار نموه وتبوئه مكانة عالمية رفيعة، كل ذلك يثير حفيظتهم وحسدهم.

فمنذ أن وعيت عن نفسي وأنا أرى أعداء هذه البلاد يتساقطون تباعا ابتداءً من الناصريين واليساريين والبعثيين والقومجيين ثم الصفويين، ويدخل ضمن هذه الدائرة كل التنظيمات والميليشيات الطارئة من جماعة أبو نضال وحبش وحزب الله والقاعدة وداعش.

ألا ترى كيف نفد صبرهم وطاش صوابهم وهم يمارسون طيشهم في أقدس البقاع وفي أشرف الشهور!

ويعتقدون أن ادعاءاتهم الدينية وتكبيراتهم ستنطلي على عامة الناس، دعك من بعض الشذاذ الذين استطاعت داعش توظيفهم لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، فمثل هذه الأعمال لا تصنع مجدا ولا تكسب جماهير، ولا تخلق دولة يزعمونها خلافة، وبئس ما يزعمون وما يخططون.

أجل فقد أذلهم الله بكشف أقنعتهم التي تتلبس برداء الدين وهم يمارسون طغيانهم في مئرز رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقتلون الساهرين على أمن وحماية وخدمة ضيوف الرحمن، فهل بعد هذه الجريمة من عذر؟ أو حجة يتذرعون بها؟

 كل ما كان وما يكون وما هو كائن من محاولات يائسة للتطاول على هذا الوطن الشامخ ستلحق بسوابقها، وستبقى منارة هذه البلاد ورايتها الخضراء ترفرف خفاقة بالأمن والسلام، وستبقى المملكة مهوى أفئدة الناس، سواء كانوا من المسلمين القاصدين مكة أو المدينة أو من ملايين البشر الذين يتقاطرون على هذه البلاد يعملون فيها وينقلون من مواردها خيرا لأهلهم وبلادهم.

لا تثريب عليك يا وطني وعيدك سيظل سعيدا ومباركا إن شاء الله في ظل التلاحم الوطني بين الشعب والقيادة، وستبقى يا وطني سامقا لا تضيرك خربشات المارقين وجعجعة الخارجين الضالين الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.