ودّعنا شهر رمضان الكريم، داعين الله أن يتقبل الأعمال، ولبسنا الجديد من الثياب والثواب، والتفتنا إلى رمضان بعين مودع، ونحن لا ندري هل نحن سعداء برحيله أم لا؟ ولكن بقيت كلمة نقولها في أذن رمضان.
الكلمة، هي أننا كإعلام عربي، اجتحنا أرض رمضان بمجنزرات الكثير من الأعمال المرئية الهابطة، والكثير من البرامج السطحية التي لا تقول شيئاً، والكثير من الحوارات البرامجية المؤدلجة والمتمذهبة، وهذه قراءة بسيطة للفضاء الرمضاني المرئي:
دار سيلفي كواحد من أشهر الأعمال، في دائرة مملة، كما يدور ثور الساقية، فخرجنا بحلقات معظمها هزيل، وأغلبها يدور حول داعش والخمور.
اختفى الطرح الديني العميق لمشاهير دعاة كُثر، فلم نر إلا ومضات برامجيّة وعظيّة بشكل سطحي، رغم أن الزمان هو رمضان، وكم كنت أتمنى برامج دينية عميقة، تنقلنا إلى الجانب التأملي المُدهش في القرآن تحديداً، والقرآن مادة خام للطرح المختلف والمتجدد.
أعمال درامية أغلبها جاء بلا قيمة فنية عالية، وإنما حشو درامي كبير من المسلسلات غير اللافتة.
برامج حوارات فيها الكثير من الربكة، من حيث الأسماء المُستضافة، فالبرنامج الذي يستضيف عبدالحسين عبدالرضا بكل ضخامته التاريخية والفنية، يستضيف مانع بن شلحاط، والبرنامج الذي يستضيف سليمان المانع كقامة شعرية عالية، يستضيف أحلام بكل صراخها وسطحيتها وإسواراتها.
أرفع القبّعة والغترة والعقال، لبرنامج واحد فقط، هو برنامج نور، الذي قدمه المفكر سلمان العودة، وعُني بعلاج حالات العمى في بلدان إفريقية فقيرة، حتى عاد لها بصرها، وعاد لنا بصرنا الذي شوّهته برامج ومسلسلات وحوارات لا قيمة لها، ولا غيمة.