قاومت النبتات العطرية التي توضع على الرأس في مناسبات الأفراح بسواحل تهامة عسير المعروفة بـ"العصبة" أو"اللوية"، كجزء من اللباس التقليدي عند أداء الفنون الشعبية، الموضات العصرية، محققة إقبالا لافتا من عاشقي تلك الفنون الطربية، وخصوصا في أيام الإجازات الرسمية. ويؤكد "رمزي عبدالله" أحد باعتها في سوق محايل عسير الشعبي، بأن الإجازات الرسمية فرصة كبيرة للباعة، مشيرا إلى أن"العصائب" تختلف من ناحية كثافة الورد ونوعية النبات العطري، وأغلى ما تكون هي "اللوية" التي تتكون من البرك والسداب وزهور الورد، وتصل قيمتها إلى 10 ريالات، أما ما تكون من زهور الورد أو الفل فقيمتها تصل إلى 20 ريالا، بينما تصل العصائب التي تصنع من الريحان و"الشورى" إلى 3 ريالات فقط. وأضاف رمزي: عصبة "لوية" الرجل تختلف من ناحية ضيق العرض عن عصابة "لوية" المرأة، حيث تكون هذه "اللوية"، أو ما يسميها البعض "الظفيرة"عند النساء أكثر مساحة في العرض من "لوية"الرجال.
انتشار عالمي
تكشف الكثير من التقارير الإعلامية التي تهتم بالموروث الشعبي أن استعمال النباتات العطرية عند أداء الفنون الشعبية، منتشر في العديد من بلدان العالم، حتى تلك التي اجتاحتها العولمة، فحسب موقع http://photoyoum7.youm7.com/264423، فإن تزيين الشعر ببعض الزهور انتشرت في أنحاء العالم، في السنوات الأخيرة خصوصا في ولاية "سان فرانسيسكو" الأميركية، حيث تأثر الكثير من الشباب بالمغني الأميركي وعازف الجيتار "جون فيليبس"، حينما أحيا إحدى حفلاته وغنى فيها أغنية sanfrancisco"" والتي تحمل كلمات منها "إذا أردت أن تذهب إلى سان فرانسيسكو فلا تنس أن تضع بعض الزهور على شعرك"، لكن في معظم سهول تهامة عسير تضرب هذه العادة بأطنابها في أعماق التاريخ، فلا يعرف بالدقة في أي زمن بدأت تنتشر.
نصيب للنساء
تعتبر هذه العصبة "اللوية" التي توضع على الرأس، من مكملات لباس الرجل في مناسبات الفرح كالعيد والمناسبات الوطنية والاجتماعية كالزواج وغيرها، كما أن للنساء النصيب الأكبر في التزيين بهذه النباتات العطرية، فالبعض منهن يزيد على عصابة الرأس شيئا من الفل والكاذي بوضعهما حول الرقبة، وذلك بما يسمى محليا "الغازة".
لباس تقليدي
تمثل عصبة الرأس "اللوية" أحد عناصر اللباس التقليدي للكثير من أبناء تهامة عسير، حيث يرتدي البعض اللباس المعروف لدى بعض أهالي السهول مثل "الصدرية"، و"الحزمة" مع اللحاف، والبعض الآخر يلبسون الثياب الملونة ويضيفون لبس الغترة أو الشماغ الملون كالأسود وغيره بوضعها فوق الكتف وليس على الرأس كالمعتاد، بناء على أن الرأس هو من نصيب "اللوية"، وكذلك البعض منهم يزيد بــ"اللحاف" وهذا اللباس يعتقدون بأن فيه تناسقا مع ارتداء "اللوية" التي هي من الفنون التراثية.
وبين أحمد حسن بأنه يزين رأسه بهذه "اللوية" لأنها تراث، وهو يلبسها باستمرار ويصنعها بيده وفي بعض الأحيان يشتريها من السوق وهو يحرص على ارتدائها في مناسبات الفرح وحتى في بيته لأن رائحتها أفضل من الروائح العطرية "الباريسية" كما يقول، في حين يرى محمد العرفجي بأنه يحترم الملابس التراثية ويحاول التشبث بها، ويتشرف بالاستمرارية في لبس مثل هذه العصابة، أما علي المنجحي فيقول: هذه "اللوايا" جمع "لوية" هي عادة متوارثة من عهد الآباء والأجداد، ونحن مصرون على التمسك بها، مؤكدا أن لبس هذه "اللوية" لا يشترط لها تربية الشعر، فممكن لبسها حتى بدونه، وتخضع دائما للمزاج.
روح البيئة
يقول الباحث في التراث علي مغاوي: "اللوية "أو العصابة ثقافة لباس من بقايا روح البيئة والتقاطع الشعوري حتى وإن كانت في المناسبات، أو مع الراعي الذي يرعى غنمه فإنها تتقاطع مع مشاعر محبيها، مؤكدا أنه يحرص على تواجد من يرتدي هذه "اللوايا"، وذلك عندما يكون هناك زوار وسياح من الدول الغربية، حيث يطلقون على من يرتديها "رجال الزهور". وأشار مغاوي إلى أن البعض من أهالي تهامة عسير وتهامة قحطان وشهران وتهامة بني شهر وبني عمر وبللسمر وحتى بعض الأفراد في محافظة محايل عسير يعتمرون على رؤوسهم هذه النباتات العطرية والزهور، ووصلت هذه الظاهرة إلى بعض أفراد أهالي سراة عسير، حيث يعتمرون بــ"اللوية" ويضعون في وسط الرأس نبات البرك الملفوف، وتسمى "غرارة".
عصائب الرأس
يتم لفها وصنعها على شكل دائرة ثم يضعها الشاب أو المسن فوق رأسه
20 ريالا للتي تحوي زهور الورد أو الفل
3 ريالات للتي تحوي الريحان
10 ريالات للتي تحوي البرك والسداب والزهور