بين المتخصص والباحث في الذكاء، المستشار الاجتماعي الدكتور خالد المنيف لـ"الوطن"، أن سهولة اصطياد بعض الشباب والزج بهم في التنظيمات المتطرفة يرجع إلى ضعف ما أسماه "الذكاء العاطفي"، لافتا إلى أن أخذ الدورات والتدرب عليه يخفضان من نسب الطلاق ويقللان حالات الابتزاز والتحرش الجنسي. وأشار المنيف إلى أن الدراسات أثبتت أن "الذكاء العاطفي" هو اللبنة الأساسية في المجتمعات والمؤسسات الناجحة، حيث تثبت النتائج أن النجاح في الحياة السعيدة يعتمد بنسبة 80% على "الذكاء العاطفي"، وكلما ارتفع معدل هذا الذكاء أصبح الشخص أقدر على إدارة وإنجاح حياته، والتأثير إيجابيا في البيئة المحيطة به.

أبرز الصفات

ذكر المنيف في ورشة أعدها للحديث عن نتائج "الذكاء العاطفي" وحضرها عدد من الشباب والفتيات أن من أبرز صفات "الذكاء العاطفي" هي القدرة على إدارة الانفعالات والمشاعر، والتحفيز الداخلي والخارجي، مرجعا أغلب الحالات التي تتعرض للابتزاز والتحرش الجنسي إلى أنها لا تمتلك  الذكاء العاطفي الكافي في المنزل والبيئة المناسبة، الأمر الذي نتجت عنه انحرافات فكرية وإعاقات نفسية من السهل السيطرة عليها، وتوجيهها إلى أي مجال.

اعتمادها في المناهج

أوضح المنيف أن الذكاء العاطفي يساعد في التقليل من حالات المشاكل والطلاق بين الأزواج، حيث يجعل العقل المفكر يشترك في اتخاذ القرار، لافتا إلى أن أغلب الذين وقعوا في حالات الطلاق ندموا، لأنهم اتخذوا ذلك القرار بناء على مواقف تافهة.

وحدد المنيف نوعية بعض المعلمين والمعلمات في المدارس، مشيرا إلى أن الكثير منهم يحتاجون إلى مراجعات وتقييم، وليست المناهج هي السبب الوحيد في ظهور ضعف "الذكاء العاطفي" عند الأبناء، مرجعا ذلك من خلال زرعهم لقيم سيئة، وعدم تمثيلهم القدوة الحسنة التي يجب أن تزرع في قلوب الطلاب والطالبات.

وأكد المنيف أن وجود دورات "الذكاء العاطفي" ووضعها كأحد المواد الرئيسية في المناهج سيساعد في تخفيض نسب البطالة والطلاق والجرائم، وسيرفع من درجة الود والمحبة بين الناس، مستشهدا بدولة ماليزيا التي كانت تعاني نسبة طلاق عالية تصل إلى 50%، وعند وضع مناهج للذكاء العاطفي في المراكز التعليمية انخفضت النسبة إلى 10% فقط، داعيا الشباب المقبل على الزواج إلى أخذ دورات خاصة في "الذكاء العاطفي".