ها أنا عالقٌ في الهواجسِ

أذوي على غصنِ نخلتِنا اليابسةْ..



ها أنا بين دوَّامتينِ

وعاصفةٍ تقتفي فرحاً أنهكتهُ الحروبُ

ومزَّقَهُ وطنٌ غارقٌ في الخطوبْ،



وطنٌ كلما صافحَ الحلمُ أجفانَهُ

نَخَرَتهُ الكوابيسُ

فاضَتْ على شفتَيهِ الرمالُ

وباضَ الحصى في يديهِ

وهمَّتْ به اللغةُ الموحِشةْ..

ها أنا خارجٌ من جحيمينِ

تحمِلُني الريحُ نحوَ الفُصولِ

لتتركَني بين موتينِ

مثل الفراشةِ يلدغُها الضوءُ

أو تَصطَلي بالضَجَرْ..



ها أنا وترٌ في كمانِ المُغَنِّي

بألحانهِ تَسكَرُ الأبديّةُ

لكنهُ كالرمادِ الأصمِّ

يُمَوسِقُ هذا العَدَمْ

ها أنا صانعُ العطرِ

رَيحَنتُ حتى الكرى

غير أني أعيشُ

كَبَيتٍ حزينٍ بلا رائحةْ..



ها أنا.. من أنا؟

ربما أُدرِكُ الفرقَ بيني

وبين دمٍ يتخثَّرُ في جسدِ الموتِ

منذُ اصطفاني الصَّدى

شاهداً فوقَ قبرِ الوطنْ..



ها أنا كلُّ هذا.. ومَنْ؟

زمنٌ يتحاشاهُ حتى الزمنْ..

كنتُ رُوحاً

فصيَّرنِي الحاكمون وثنْ.



ها أنا لم يَعُدْ في الأنا الـ أنت

مُتَّسَعٌ للوَهَنْ



ها أنا.... في يَدِيْ حَجَرٌ أو رَدَى؟

الردى حَجَرٌ مُجهَدٌ

سوف يرتاحُ في رأسِ مَنْ؟







زين العابدين الضبيبي