أبدى خبازون سعوديون يعملون في مخابز شعبية في مدن وقرى الأحساء لإعداد الخبز الأحمر الحساوي تحفظهم الشديد إزاء صعوبة حصولهم على الكميات المطلوبة من الدقيق عبر الموردين المعتمدين العملاء في المؤسسة العامة للحبوب، مؤكدين خلال أحاديثهم إلى "الوطن"، أن تلك الصعوبات دفعت بعضهم إلى الشراء بأسعار مرتفعة، تصل إلى أكثر من 25% من السعر المعتمد رسميا من المؤسسة العامة للصوامع والغلال.
بطء الإجراءات
ذكر وليد خليل أجواد، وهو خباز، أنه يمارس هذه المهنة منذ أكثر من 28 عاما، وقد شارك في العديد من المهرجانات والمحافل المحلية والخارجية، وقد اضطر خلال الفترة الماضية إلى إيقاف نشاطه خلال الفترة الماضية، بسبب صعوبة حصوله على "الدقيق"، رغم حصوله على ترخيص نظامي صادر من أمانة الأحساء، وقد تقدم بطلب عبر أحد الموردين المعتمدين في الأحساء منذ أكثر من عامين، وحتى الوقت الحالي لم يتم استكمال إجراءاته رسميا، موضحا أنه في الفترة السابقة كان يحصل على جزء من احتياجه لتشغيل مخبزه، بعد الإلحاح الشديد على الموردين، وأن بعض زملائه في المهنة، يصل مرحلة الإلحاح إلى الإذلال للحصول على كمية محدودة من الدقيق لتشغيل المخبز، مؤكدا على ضرورة تدخل الجهات الرسمية في ذلك، وتقديم كل العون والمساعدة لهؤلاء الخبازين، لا سيما أن الغالبية العظمى محدودو الدخل المادي.
الأسر المنتجة
أكد يوسف المويل أن قريباته يعملن في صناعة خبز "المسح" في منازلهن، ويواجهن في بعض الأحيان، وبالأخص في مواسم رمضان والأعياد، استغلال الموردين المعتمدين في الشراء بأسعار مرتفعة، علاوة على محدودية الكمية، لافتا إلى أن قريباته في بعض الأشهر يتوقفن عن العمل، داعيا إلى تشجيع هذه الأسر على الإنتاج، ودعمها، لا سيما أن تلك الخطوة تصب في مصلحة وتوجه ورؤية المملكة بحلول 2030، والتحول الوطني في التحول إلى جيل منتج.
بوادر الحل
بدوره، أكد مسؤول العلاقات العامة والإعلام المتحدث الرسمي في المؤسسة العامة للحبوب صالح السحيباني لـ"الوطن" أمس، أن المؤسسة ترفض رفضا قطعيا التلاعب في الأسعار المعتمدة رسميا لكافة أصناف الدقيق، مبينا أن المؤسسة تعمل وفق إجراء محدد لحصول المخابز على الكميات المخصصة لها بطريقة نظامية، وهو حصول المخبز على ترخيص نظامي ساري المفعول من الأمانات والبلديات، واستكمال الإجراءات الأخرى عبر البوابة الإلكترونية للمؤسسة، وتتولى الجهة المختصة في المؤسسة زيارة المخبز للوقوف على تحديد الكمية المخصصة من الدقيق، مشددا على أن ذلك الإجراء سيمكن الخباز من الحصول على الكمية المخصصة له بالسعر المعتمد دون زيادة. أشار السحيباني إلى توقع بدء تشغيل مشروع الصوامع والغلال في الأحساء خلال الربع الأول من العام الميلادي المقبل، وتقدر تكلفت المشروع بأكثر من 500 مليون ريال، وبطاقة صوامع تخزينية تقدر بـ60 ألف طن قمح، وطاقة المطاحن الإنتاجية 600 طن قمح باليوم، تنتج بحدود 11 ألف كيس دقيق زنة 45 كجم، وبالتأكيد سيكون له دور كبير في خدمة تلك المخابز.