بحماية قوات الاحتلال التي فرضت قيودا على دخول المصلين المسلمين إلى المسجد الأقصى وأغلقت عددا من بوابات المسجد، اقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين ساحات الأقصى أمس. وجاءت الاقتحامات الواسعة في ذكرى ما يسميه اليهود بـ"خراب الهيكل" الذي يزعمون أنه كان مقاما مكان المسجد الأقصى، حيث دفعت شرطة الاحتلال بقوات معززة من صفوفها إلى محيط البلدة القديمة وداخلها لتأمين وصول المستوطنين إلى حائط البراق، بعد أن أغلقت أول من أمس محاور طرق رئيسية عدة مع بدء توافد اليهود للصلاة في الأقصى، كما نشرت المئات من عناصرها على البوابات القديمة وفي أزقتها وعند بوابات المسجد الأقصى. وقال مسؤول الإعلام في دائرة الأوقاف في القدس، فراس الدبس، إن عناصر الشرطة الإسرائيلية صادروا البطاقات الشخصية للمصلين على أبواب المسجد وأغلقوا بوابات المطهرة والملك فيصل والحديد والقطانين، لافتا إلى أن أكثر من 300 مستوطن اقتحموا ساحات المسجد الأقصى أمس من خلال باب المغاربة بحراسة الشرطة الإسرائيلية. وأشارت مصادر إلى أن عددا من المرابطين في المسجد الأقصى حاولوا التصدي للمستوطنين ومنعهم من أداء صلواتهم التلمودية، لكن قوات الاحتلال واجهتهم وقامت بالاعتداء عليهم، مما أدى إلى إصابة ثلاثة فلسطينيين تم نقلهم إلى المستشفى. في الأثناء، دعت وزارة الخارجية الفلسطينية، لحشد كافة الإمكانات لحماية المسجد الأقصى المبارك، من "الحرب الشاملة التي تشنها إسرائيل" عليه، فيما وجّه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور صائب عريقات، رسائل متطابقة إلى وزراء خارجية دول العالم، حثهم فيها على التدخل العاجل لإلزام إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بإيقاف الاستيطان غير الشرعي الذي يلتهم أرض فلسطين ويقضي على حل الدولتين. وشدد عريقات في رسالته على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة وفاعلة من أجل لجم سياسات الاحتلال الهادفة إلى مصادرة ممتلكات الشعب الفلسطيني، بما يتعارض مع القانون الدولي الذي لا يجيز للقوة المحتلة مصادرة الممتلكات الخاصة بالشعب الواقع تحت الاحتلال.