أبدى مزارعو النخيل في واحة الأحساء، استياءهم الشديد، وتحفظهم إزاء ما وصفوه بالخطوة غير المدروسة والمتمثلة في قيام هيئة الري والصرف في الأحساء، من خلال مصنع تعبئة التمور التابع لها، بإغراق موسم التمور "الجديد"، المزمع انطلاقه خلال الأيام القليلة المقبلة، بـ435 طن تمور "مخلفات"، غير صالحة للاستهلاك الآدمي وتباع كأعلاف، ومعبأة في 7 آلاف و800 كيس بلاستيكي زنة كل كيس 50 كيلو جراما، والزج بها في المصانع الأهلية والأسواق والمتاجر المحلية، ملحقة الضرر بمحصول التمور "الجديدة".


تدخل الأمانة

طالب المزارعون خلال أحاديثهم إلى "الوطن"، من أمانة الأحساء باعتبارها الجهة المنظمة لمهرجان التمور "الأحساء.. للتمور وطن" في نسخته الجديدة، الذي سينطلق في الـ25 من أغسطس الجاري، وكذلك فرع وزارة التجارة، بالتدخل السريع وإجبار هيئة الري والصرف بتأجيل بيع تلك التمور "المخلفات"، رغم أنها أعلاف، إلى ما بعد الموسم.

وعبر شيخ سوق التمور المركزي في الأحساء، عضو اللجنة الزراعية في غرفة الأحساء عبدالحميد الحليبي، عن أسفه الشديد، لذلك الإجراء، واصفاً إياه بـ"غير المحسوب"، وأن ذلك فيه تدمير لمحصول تمور الموسم الجديد، ومن المؤسف، أن تدشن واحة الأحساء الموسم الجديد من التمور، ببيع مخلفات مصنع التمور، أو كما يعرف محلياً تمور "الحويل"، مشيراً إلى أن عرض هذه المخلفات من التمور، سيلحق الضرر بأسعار المحصول الجديد، مبيناً أن هناك معامل داخل الأحساء وخارجها، تشتري تلك الكميات من التمور "المخلفات" بأسعار رخيصة جداً، ويخشى أن تقوم بتحويلها إلى عجائن.




مخاوف مبررة

الحليبي أبدى مخاوفه من لجوء بعض ضعاف النفوس إلى خلط تلك المخلفات من التمور بأخرى جديدة والزج بها في الأسواق وتعبئتها على أنها محاصيل جديدة، بجانب إحداث ضغط كبير على السوق المحلية، مضيفاً أن تلك الكمية، ستسهم في انخفاض أسعار كافة أصناف التمور الجديدة، مقترحاً أن تتبنى الهيئة توزيع هذه الكمية على المزارعين كأعلاف، تبعاً للكميات الموردة من المصنع من قبل المزارع "نسبة وتناسب"، حتى نضمن عدم استخدامها في صناعات تحويلية أخرى، علاوة على استفادة المزارع من خلال استخدامها كأعلاف للبهائم في المزارع، أو وضع سعر رمزي على المزارع لتلك الخطوة.




جودة المحصول

أشار المزارع حسن الحجي، إلى أن المتعارف عليه في جميع المهرجانات، تدشين المهرجان بأفضل المحاصيل، وعرض أفضل المحاصيل عند البشائر، إلا أن الأحساء، تفتتح الموسم بأسوأ المحاصيل، وهي المخلفات والأعلاف، لافتاً إلى أن المزارعين في الموسم الجديد "الحالي" حرصوا كل الحرص على جودة الإنتاج، رغم انخفاض الكميات في التمور وذلك على حساب الجودة، والجميع يتوقع أن تتبنى الجهات الرسمية دعم المنتج ورفع الأسعار دعماً للمزارعين.


الهيئة لا ترد

كانت هيئة الري والصرف في الأحساء، أعلنت مؤخرا عن بيع تلك التمور "المخلفات" بالمزاد العلني، وأشارت الهيئة في إعلانها إلى أن المزاد سيكون في تمام الساعة التاسعة من صباح غد الأحد، ومن لديه الرغبة في الشراء الحضور إلى مقر البيع في مصنع تعبئة التمور بالأحساء، وأن البيع سيتم إجمالياً أو بالتجزئة.

وبدورها نقلت "الوطن" تحفظ المزارعين في الأحساء على توقيت هذا المزاد إلى المسؤولين في هيئة الري والصرف الصحي بالأحساء دون أن تتلقى ردا منهم.