عندما كنت صحفياً كانت الأخبار المهمة بالنسبة للصحف هي التعاقدات والانتقالات وما يحدث في التدريبات من غيابات وإصابات، ولم يكن خبر (تسليم الرواتب في الأندية) هو الخبر المهم بل كان الخبر المهمل للصحيفة والقارئ، لأن تسليم رواتب اللاعبين والعاملين أمر مسلم به ولا يمكن تصديقه أو قبوله، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (أَعْط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه)، ولأننا أيضاً لم نسمع قط أن فلانا لم يستلم راتبه، أما الآن فقد أصبح تسليم راتب هو الخبر المهم، وهذا يدل على أننا نمر في أسوأ منعطف رياضي، وانعكس ذلك على الأداء والمستوى العام وتحديداً كرة القدم، ولن نبحث عن المتسبب لأنه معروف وهو (تحدي) رؤساء الأندية فيما بينهم، فهل يعقل أن تصل رواتب بعض الأندية وتحديداً للعبة القدم إلى 10 ملايين ريال في الشهر، وهل يعقل أن معدل متوسط رواتب بعض لاعبي الأندية الأربعة الكبار في المكانة والديون يصل إلى 5 ملايين ريال في السنة، ماذا قدم هؤلاء اللاعبون لأنديتهم ومنتخب بلادهم؟ وماذا قدمت تلك الأندية للكرة السعودية؟ وما الذي ينتظر أن تقدمه في المستقبل القريب إلا الخيبة وفقدان الهيبة اللذين أوجدهما للكرة السعودية فرسانها الذين كانوا هواة في اللعبة ومحترفين بالإنجازات، تخيل لاعب يشارك في ما يقارب 30 مباراة في الموسم ولم تصفق له الجماهير إلا في عدد محدود منها، ولكن لن نتحامل على اللاعبين ونترك المتسبب بالديون والكوارث وتضخيم لاعبين لم ينظر لهم يوما ما ناد عربي أو ناد من أندية الدرجة الثانية في أضعف الأندية الأوروبية، قد يقول قائل إن الأندية تلك لا تستطيع أن تقدم مبالغ مالية كبيرة للاعب السعودي مثل ما يحصل عليه لدينا، وأنا أقول لن يحصلوا على تلك المبالغ لأنهم لا يستحقونها، ولكم في اللاعب الفرنسي بول بوجبا أسوة حسنة، الذي تركه ناديه مانشيستر يونايتد لصالح النادي الإيطالي العريق يوفنتوس مقابل رسوم انتقال وحقوق رعاية لم تتجاوز 900 ألف يورو، والآن يعود لناديه السابق يونايتد بما يقارب 125 مليون يورو، ألم أقل لكم إنهم لا يستحقون ما يحصلون عليه، فلن نعود إلى سابق عهدنا إلا إذا كان (تسليم رواتب اللاعبين) هو الخبر المهمل في صحفنا، ولن يتم إلا إذا استطعنا أن نقيم اللاعبين فنياً قبل تقييمهم مالياً.