فيما كشف آخر إحصاء صادر عن وزارة الداخلية أن جرائم القتل التي ارتكبها السعوديون بمختلف مناطق المملكة في عام 1434 بلغت 2621 جريمة، و2325 جريمة من غير سعوديين، قالت دراسة تقدمت بها طالبة الماجستير سارة بركات الجوير بجامعة الملك سعود، بعنوان "دوافع جريمة القتل لدى الرجال والنساء في المجتمع السعودي"، إنه في الوقت الذي تعلن بعض جرائم القتل بين الأزواج عبر وسائل الإعلام، إلا أنه لا توجد إحصاءات دقيقة عن مثل هذه الجرائم من قبل الجهات المختصة لعدة عوامل وأسباب.


أسباب التكتم

أكد المحامي عبدالرحمن الصبحي لـ"الوطن" أن هناك تكتما من الجهات المختصة عن بعض جرائم القتل، وخصوصا جرائم القتل بين الأزواج، كونها تسيء إلى أطراف مقربة كالأطفال، والأقارب، والمجتمع المحيط بهم، لافتا إلى أن الجهات الأمنية تحرص على عدم التصريح بتلك الجرائم، مبررا ذلك ببشاعتها، ولأنها قضايا شاذة ونادرة، أما إن أصبحت ظاهرة فمن الضروري التصريح بها والكشف عن أعدادها.

 


العوامل النفسية

أوضحت محاضرة علم الاجتماع بجامعة الملك سعود سارة الجوير، أن الدوافع لتلك الجرائم ترجع إلى حالة التوتر والاستثارة النفسية التي تدفع بالشخص لفعل مثل هذا السلوك الإجرامي، مشيرة إلى أن دوافع أخرى كالحسد، والغيرة، والكره، والثأر، والعار، لها دوافعها القوية تجاه ارتكاب الجرائم.

وأضافت "أن الدراسات النفسية والجنائية، أضافت جانب الحرمان العاطفي، والعامل الاقتصادي، إلى دوافع القتل عند الرجل"، مستشهدة بدراسة أميركية حديثة أجريت، ووزعت أنواع جرائم القتل المسجلة في فترة محددة على ثلاث مجموعات، وهي جرائم عائلية، وجرائم المعارف، والأجانب، بحيث كشفت تلك الدراسة أن نسبة القتل عند الرجال كانت أكثر من النساء.

وتطرقت الجوير إلى دوافع القتل عند الرجال، حيث ذكرت أن أكثر سبب يدفع بالرجال لقتل زوجاتهم هو جانب الشرف والعرض، لافتة إلى أن تلك الأنواع من الجرائم قد تكون لها أساس من الصحة، حيث يكشف الزوج زوجته متلبسة بالزنا، أو قد تراوده الشكوك في ذلك، أو تكون حالته مرضية ويعاني من الوسواس القهري الذي يفقده صوابه.

 


تبرير الجريمة

ذكرت الجوير أن الظروف المخففة لعقوبة جريمة القتل العمد قد يدخل من ضمنها عذر الاستفزاز، بحيث إن هذا العذر يعتبر خاصا ولا يعترف به إلا على جرائم معينة، مثل القتل العمد، أو الضرب المفضي إلى الموت، مشيرة إلى أن هذا الشرط لا ينطبق إلا على الزوج القاتل.

وبينت الجوير أن الدراسات الحديثة توصلت إلى أن أغلب مرتكبي جرائم القتل من كلا الجنسين كان مستواهم التعليمي يتراوح بين متوسط وثانوي، كما أن المستوى التعليمي للوالدين كان متدنيا، مضيفة أن أنواع جرائم القتل تختلف باختلاف المراحل العمرية.

 


نوعان من الجرائم

أفاد المختص بعلم الجريمة في جامعة الملك سعود حميد الشريجي، بأن دوافع القتل عند الرجال خصوصاً داخل الأسرة، مثل الزوجة أو الأبناء، تعود إلى حالة الرجل النفسية والذهنية، كمدمني المخدرات أو الذين يواجهون ضغوطا اجتماعية مختلفة.

وأبان الشريجي أن هنالك نوعين من الجرائم، أولهما الجريمة الحينية التي تحدث في وقتها نتيجة دافع معين أدى إلى عنف نتج عنه إصابات أو عاهات وأدى إلى الوفاة، والنوع الثاني يحدث بالتخطيط له، بحيث تأخذ هذه الجريمة وقتا وفكرا معينا لتنفيذها، واصفا الجريمة الحينية بالأخطر من أختها الوقتية، لأنها تكون وليدة اللحظة وغير متوقعة، كون الضحية لم يتسن لها معرفة خفايا القاتل من خلال تصرفاته وأقواله أو غير ذلك.

وأضاف "أن مرتكب جريمة التخطيط يتحمل كامل مسؤوليته أمام القضاء بحكم أنه شخص واع وعاقل، بعكس الجريمة الحينية التي قد تصدر من شخص فقد السيطرة على نفسه، ولم يعد يعي ما يفعل".

 


جرائم القتل في المملكة لعام 1436

2621 جريمة من سعوديين

2325 جريمة من

 غير سعوديين

المجموع: 4946 جريمة

اختلاف  الجرائم


 حسب الفئة العمرية

 المستوى التعليمي يكون بين الابتدائي والثانوي

 


دوافع القتل عند الزوج

الشرف والعرض


الحرمان العاطفي


الجوانب الاقتصادية


الشكوك المتراكمة


الوسواس القهري


إدمان المخدرات


أنواع الجريمة

جريمة حينية تنتج من الغضب والاستثارة


جريمة مخطط لها وتحتاج وقتا


أسباب التكتم على جرائم الأزواج

الخوف من المجتمع، والأطفال، والمقربين


اعتبارها قضايا نادرة وشاذة