أكد رئيس رابطة مناهضة المد الإيراني في تونس، أحمد بن حسانة، وجود مخطط إيراني يستهدف نشر التشيع في البلدان العربية، مبينا أن طهران ولتحقيق هذا الهدف ترصد الأموال وتجند الأشخاص لتكوين خلايا نائمة تعمل وفقا لأجندات صفوية عنصرية، تنشرها في الدول السنية، وتعمل فيما بعد على تسليحها بغية تحريكها متى أرادت للضغط على أنظمة هذه الدول.

وقال أحمد بن حسانة في تصريحات إلى "الوطن"، إن عملاء إيران في تونس يعملون في سرية تامة على نشر معتقداتهم بين الناس، عبر دغدغة المشاعر تحت مزاعم مقاومة الصهيونية، كذلك تأسيس جمعيات تحمل لافتات ثقافية، بينما هي عقائدية تعمل على نشر الأفكار الطائفية في المجتمع المدني.



تسلل المتشيعين

وتطرق ابن حسانة إلى الأسباب التي دعت إلى تأسيس "الرابطة التونسية لمناهضة المد الإيراني في تونس"، وقال إن بعض التونسيين بعد ما يسمى بالربيع العربي انخدعوا بخطاب المقاومة ومناهضة الصهيونية التي يروج له بشار الأسد في سورية والنظام الإيراني كذبا، وربما لهذا السبب تسلل بعض المتشيعين الموالين لإيران إلى بعض القطاعات التونسية، مستغلين في ذلك انشغال الدولة في إصلاحات ما بعد الثورة.

ولفت ابن حسانة إلى أن من العوامل التي عجلت بتأسيس رابطة مناهضة المد الإيراني، هو انشغال الأحزاب التونسية عن مسألة التمدد الإيراني في تونس، فضلا عن أن بعض الأحزاب القومية لا ترفض ذلك من منطلق الجهل أو الانتهازية على السواء.



 أنشطة مخالفة

وأوضح ابن حسانة أن الأنشطة الإيرانية طالت بعض التونسيين ممن شاركوا في توزيع الكتب لغرض التشيع، لافتا إلى أن أولئك لم يلقوا تصديا من النظام السابق بسبب علاقاته بالنظام الإيراني، مؤكدا أنه بعد زوال هذا النظام بات من الضروري إعادة النظر في نشاط هؤلاء المتشيعين المتبنين لنظرية ولاية الفقيه، خاصة أن أنشطتهم تخالف الدستور التونسي وتنطوي على النيل من السيادة الوطنية، إضافة إلى اعتماد دعواتهم على الكراهية والتعصب والتمييز على أسس دينية وعرقية.

وقال إن المد الشيعي يخالف القوانين التونسية والأخلاق الحميدة والتي من شأنها أن تخلّ بالأمن العام، وتنال من وحدة التراب ومن النظام الجمهوري للدولة، خصوصا أمام تبني العديد منهم لنظرية ولاية الفقيه، لافتا إلى ضرورة الانتباه مبكرا لمخاطر المد الشيعي الذي لا يهدد فقط الهوية الوطنية لتونس، بل وأيضا ينذر بزرع نزاعات واحتقانات طائفية بقيت تونس بفضل انسجام نسيجها الاجتماعي في منأى عنها.

وقال ابن حسانة إن ظاهرة التشيع جديدة على دول المغرب العربي، ومن ثم فإن هذه الدول مطالبة الآن بالتصدي إلى كل محاولة خلق طوائف جديدة تهدف إلى زرع الفتنة وإيجاد طائفية لم تكن موجودة من قبل، مطالبا في هذا السياق بتعميق العلاقات بين دول المشرق والمغرب العربي حتى يمكن تقزيم النفوذ الإيراني في المنطقة.

كشف الحقائق

وأكد ابن حسانة أن "رابطة مناهضة المد الإيراني في تونس" تعمل حاليا على كشف حقيقة المد الشيعي وتوعية الناس بخطورته، والسعي إلى تجفيف منابعه، موضحا أن الرابطة طالبت الحكومة بالإسراع في غلق المركز الثقافي الإيراني في تونس، باعتباره الجهة التي تعمل على تجنيد عدد من التونسيين كعملاء لإيران، مضيفا أن الرابطة وجدت تجاوبا إيجابيا ومشجعا من شرائح عديدة في المجتمع التونسي وخاصة ممن يتوافر لديه قدر من المعرفة حول خطر المد الإيراني، وممن يحرص على الدفاع عن الهوية التونسية المعتدلة.