وصفت مجلة نيوزويك الأميركية التحالف بين روسيا وإيران، بأنه مجرد تهافت على المصالح، وليس حلفا استراتيجيا يقوم على مبادئ واضحة، وأوردت في مقال للكاتب موريتز بيبر أن التوافق الروسي الإيراني لا يشكل تحالفا إستراتيجيا، لكن استخدام روسيا لقاعدة جوية إيرانية يؤكد المصالح المشتركة بين البلدين في سورية والمنطقة. مشيرة إلى أنه سبق لوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف أن أعلن في فبراير 2013 أن بلاده لن تتدخل عسكريا في دمشق، ولن تقاتل من أجل مواقفها في سورية، حتى لا توجد لنفسها "أفغانستان" أخرى تحت أي ظرف من الظروف. وأضاف بيبر أن روسيا بدأت قصفها الجوي بسورية في سبتمبر من العام الماضي، دعما لنظام بشار الأسد، فكانت هذه الخطوة تشكل أول انتشار عسكري روسي في الشرق، منذ التدخل السوفيتي في أفغانستان، ثمانينيات القرن الماضي.




تغير الإستراتيجية

قال الكاتب إن موسكو طالما أكدت أن حملتها الجوية في سورية مؤقتة، وأعلنت عن تخفيض وجودها العسكري هناك، بعد خمسة أشهر، وبالتحديد في مارس الماضي. إلا أن استخدامها لقاعدة همدان الإيرانية، شكَّل تغيرا كبيرا لكثير من المراقبين الذين رأوا فيه خروجا من جانب طهران عن سياستها المعتادة في العمليات السرية بالصراعات الإقليمية. ومثل هذا التدخل عنصر قلق لطهران التي اضطرت تحت وطأة الانتقادات الداخلية العنيفة إلى توجيه انتقاد نادر لإعلان موسكو استغلالها قاعدة همدان، ووصفته بالاستعراض والميل إلى الدعاية، كما أعلنت انتهاءه، وإن لم تستبعد عودته في مراحل لاحقة، وذلك وفق تطور الأحداث في المنطقة وبإذن إيراني مسبق.




أهداف متنافرة

أشار بيبر إلى أن كلا من روسيا وإيران لهما أهداف خاصة بهما، يختلف كل منهما عن الآخر، وإن كان تعاونهما المشترك يسمح لهما بتحقيقها، وأوضح أن إطلاق روسيا صواريخ كروز من بحر قزوين في نوفمبر من العام الماضي ما كان ليتحقق لولا سماح طهران لروسيا باستخدام مجالها الجوي.

وأضاف بيبر أن التدخل العسكري الروسي في سورية حقق أيضا أهدافا أخرى، أبرزها أنه أجبر الرئيس أوباما على فتح حوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بالرغم من عزم أوباما عزل روسيا في أعقاب سياستها تجاه أوكرانيا، وكذلك استعادت روسيا مكانتها على الخارطة العالمية كدولة عظمى ومؤثرة.