أكد عدد من عشاق وهواة مغامرات الجبال، اكتشافهم عددا من المغارات الكهفية داخل جبل القارة في واحة الأحساء، متفاوتة الأبعاد والمساحة، وعددها 14 مغارة، حيث استطاعوا الوصول إليها بعد عناء طويل ومنهك، إضافة إلى المخاطر المصاحبة لذلك كالكلاب الضالة، والخفافيش المخيفة، والانهيارات الصخرية الخطيرة.
خبرة طويلة
أوضح المغامر حسين علي العيسى لـ"الوطن"، أن جولاته ومغامراته بدأت منذ أكثر من 28 عاما، واصفا تلك الاكتشافات داخل الجبال بالموحشة، بالرغم من أنها أكسبته خبرة واسعة في معرفة طرق وكهوف الجبال، لإرشاد الوفود السياحية، والفرق البحثية، وهواة الاستكشاف.
مساحات شاسعة
لفت العيسى إلى أن الأجزاء المكتشفة من الجبل لا تمثل إلا ثلث مساحته، حيث إن حجمه كبير جدا، ويصل طول بعض المعابر في داخل الجبل إلى 2 كلم، مشيرا إلى أربع مغارات رئيسية مشهورة بين العامة، وهي المغارة الرئيسية، والناقة، وأم الجماجم، والمهيوب، واصفا إياها بالمغارات ذات المساحات الشاسعة. كما ذكر أن بعض الهواة والمستكشفين يفضلون الدخول إلى الجبل في فصل الصيف بسبب عدم هطول الأمطار، واعتدال الأجواء داخل الجبل، إضافة إلى فصل الشتاء الذي تكون فيه الأجواء دافئة شريطة عدم هطول الأمطار.
وبين العيسى أن هذه المغارات والكهوف تخلو من الحيوانات المفترسة عدا الكلاب والخفافيش فقط، إذ إن تحركات أسراب الخفافيش بالأعداد الكبيرة لا تزعجهم، لكن الكلاب تتخذ مأوى لها داخل الكهوف والغارات ولا تسمح للمغامرين بتجاوز تلك الأماكن، لافتا إلى أنهم من خلال تنقلاتهم وجدوا مقتنيات قديمة كبعض العلب، وبعض الكتابات، التي تؤكد أن المكان سبق أن تم زيارته من قبل.
توازن بيئي
ذكر المغامر جعفر السلطان أن هناك توازنا بيئيا داخل وخارج الجبل، حيث إن انتشار الخفافيش في داخل الجبل نهارا وخروجها مساء، قصد اصطياد الحشرات القريبة من الجبل، قد يسهم في خلو المكان من الحشرات الضارة المحيطة بأماكن الجبال.
استغلال المواقع
أضاف السلطان "أن اجتياز المسافات داخل الجبال تتفاوت، فبعضها يستغرق نصف الساعة، وبعضها يزيد، بحسب التكوينات الصخرية للموقع، كما أن بعض المواقع تتطلب الزحف نظرا لضيق المعبر، والبعض الآخر يتطلب القفز"، داعيا الجهات المعنية بالسياحة والتراث الوطني، إلى الاستفادة واستغلال هذه الأماكن كمواقع سياحية، ونقاط جذب للمهتمين داخليا وخارجيا.
