مع بالغ التقدير للشيخ فيصل الناصر القاضي بمحكمة طريف إلا أنني أسجل اليوم اعتراضاً تربويا ـ لا قضائيا ـ على حكم بديل أصدره فضيلته!

يقول الخبر "أصدر القاضي الحكم البديل، وهو إجبار المعتدي على لبس الشماغ لمدة عام دراسي كامل، بعدما علم أنه لا يلتزم بلبس الشماغ".

احتجاجي ليس لأن فضيلته يتدخل في عمل جهة أخرى ينبغي أن تكون بمنأى عن التدخلات مهما كانت ومهما كانت مبرراتها.. بل لأنني أدرك أن الشماغ أصبح معوقا لعملية التركيز أثناء الدراسة في المختبر والمعمل والفصل الدراسي على حد سواء.. أتحدث بصفتي التربوية.. من واقع التجربة فإن لبس الطالب للشماغ في المدرسة أحد معوقات الانتباه والتركيز.. خاصة عندما ينشغل الطالب بهذا الشماغ.. وتعديل

"التنسيفة" و"التشخيصة" ووزن "الطاقية" فوق الرأس تماما.. ليصبح الرأس كـ"قدر الضغط" تماماً!

أعلم أن كثيرين سيحتجون على ما أقول.. لكنني واثق أن منطلقاتهم مختلفة، لا علاقة لها بالتعليم.. بمعنى: هم ينطلقون من قيمة الشماغ كزي وطني يجب ترسيخ قيمته في نفوس الأجيال.. وهذه قيمة من الممكن تعزيزها في أكثر من زمان ومكان، لكن خارج أسوار المدارس.. في المناسبات المختلفة.. في الأعياد.. في الاحتفالات الرسمية.

عايشت الأمر.. أتذكر كان المعلم المناوب يدور على الطلبة الذين يتلثمون بالشماغ ـ أو يتلطمون حسب الوصف الدارج ـ بعبارة واحدة : "فك اللطمة".. "فك اللطمة"..!

كأن الطالب فتاة خجولة بالكاد تزيح اللثام عن وجهها.. هذه حقيقة أدركتها بنفسي.. يزيح الطالب الشماغ عن وجهه بخجل شديد.. كأننا كشفنا عن عورته!.. لست طبيبا نفسيا لكنني أجزم أن هذا السلوك نوع من الرهاب الاجتماعي!

لا نريد أحكاما بديلة تجبر الطلبة على ارتداء الشماغ داخل المدرسة.. نريد تعليمات مشددة من وزارة التربية والتعليم تمنع طلبة المدارس من ارتداء الشماغ.. افعلوا ولا تخشوا على الزي الوطني.