سامحوني، كانت آخر كلمة نطق بها رئيس الاتحاد الراحل أحمد مسعود قبل وفاته أمس في تركيا إثر أزمة قلبية، حيث كان مرافقا للفريق الأول لكرة القدم في معسكره بتركيا.

ولد مسعود في جدة عام 1941، اشتهر كأكثر رؤساء الاتحاد تحقيقا للبطولات، فلقب بالرئيس الذهبي، وترأس النادي لثلاث فترات.

خدم مسعود ناديه في مختلف مراحل عمره لاعبا في صغره ثم عضوا بمجلس إدارة في شبابه، ورئيسا لثلاث فترات حفلت جميعها بإنجازات، بما فيها هذه المرحلة التي سجل فيها إنجازا يفوق منجز الفوز والخسارة في كرة القدم إلى العبور بنادي الاتحاد في أصعب مراحل تاريخه، بعد أن تراكمت عليه الديون، واستطاع خلال شهرين فقط أن يجمع الاتحاديين، وأن يسدد مبلغا يقارب الـ100 مليون ريال.


اللحظات الأخيرة

اللحظات الأخيرة من حياة مسعود كانت في تركيا، وتحديدا وهو يرأس بعثة الفريق هناك، فبعد أن عاد من جولته واجتماعاته في نادي بورصه التركي مساء أول من أمس، صعد إلى غرفته إلا أنه اشتكى من عارض صحي، وتناول بعض الأدوية، وعند الثالثة فجر أمس استدعى مسؤول المعسكر كمال الدولي، وأخبره بأنه ليس على ما يرام، ليقوم طبيب النادي بالكشف عليه ويطلب منه التوجه على الفور إلى المستشفى، فطلب أن يقوم بالاغتسال والاستعداد للصلاة قبل مغادرة الفندق إلى المستشفى في الوقت الذي كانت سيارة الإسعاف تنتظره في الأسفل والتي خلال تواجده فيها كان يطلب من إداري الفريق سلطان ينبعاوي الذي كان يرافقه ويوصيه بأن يطلب من الجميع مسامحته على أي خطأ صدر منه، وكانت هذه الكلمات آخر ما قاله الفقيد.


تعزية

سارعت العديد من الشخصيات الرياضية والأندية للتعزية في وفاة الفقيد، وكان في مقدمتها الرئيس العام لهيئة الرياضة الأمير عبدالله بن مساعد، ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد والأندية الرياضية.


خسرنا إداريا فذا

حجم الصدمة يفوق الوصف، فمن يعرف أحمد مسعود يعي تماما حجم أن تخسر رجلا في مكانته، لذلك عندما تأزمت الأمور في نادي الاتحاد ماليا وإداريا اتفق الجميع أن الشخص المناسب لاستلام هذه المهمة هو أحمد مسعود، وعلى ضوء ذلك كانت مباركة تنصيبه ووقوف الجميع إلى جانبه في مهمته، والآن لا نملك جميعا سوى الدعاء له بالعفو والمغفرة، ولن ننساه وما قدمه طيلة حياته.

خالد المرزوقي

رئيس هيئة أعضاء الشرف


محب للعمل الخيري

قبل سفر الفريق إلى تركيا حيث قال إن أحد الأشخاص قابلني وطلب مني أن يعرض مشروعا على مسعود في بداية الأمر، حاولت أن أشرح للرجل بأن رئيس النادي مشغول بمسألة الديون وما إلى ذلك، ولكن عندما عرض عليّ هذا الشخص مشروعه قلت له اذهب وسيوافق عليه فورا، حيث إنه كان مشروعا خيريا لسقاية الحجاج، ولأنني أعرف تماما مكانة العمل الخيري لدى الراحل، وبالفعل وافق عليه فورا وأكد تقديمه أي دعم لإنجاحه، ومن الأشياء التي قد لا يعرفها الكثيرون بأن مسعود استلم رئاسة جمعية البر بجدة.

عادل عصام الدين

مدير المركز الإعلامي بنادي الاتحاد