فوجئ سكان وسط صنعاء، خصوصا القريبين من ميدان التحرير، بسقوط صاروخ حوثي وسط أكبر ميادين العاصمة، بعد أن حاولت الجماعة الانقلابية إطلاقه على مواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني في مديرية نهم التي يسيطر عليها الثوار.

وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن الانقلابيين حاولوا إطلاق الصاروخ من أحد مواقعهم في جبل نقم، واستهداف مواقع الثوار، إلا أن المحاولة باءت بالفشل، وعاد الصاروخ وسقط وسط ميدان التحرير، دون أن ينفجر، مما أحدث حالة رعب واسعة وسط السكان، وجعلهم يتدافعون هربا من المكان، خشية انفجاره في أي لحظة.

وتابع المركز قائلا "المحاولات التي يقوم بها الانقلابيون باتت تشكل تهديدا رئيسيا لحياة السكان المدنيين، لا سيما أن محاولات عديدة فشلت من قبل وتسببت في سقوط عدة صواريخ على أحياء مدنية. كما أن المضادات التي تطلقها الميليشيات في محاولتها لاستهداف طائرات التحالف العربي لاستعادة الشرعية هي من النوع القديم الذي لا يستطيع إصابة أهدافه، ومن ثم تعود إلى الأرض وتنفجر بمجرد الارتطام بها، موقعة خسائر جسيمة وسط السكان المدنيين، وهو ما سبق أن أكدته منظمات دولية عديدة، منها منظمة العفو الدولية التي أثبتت بإحصاءات مؤكدة أن مئات السكان المدنيين قتلوا وأصيبوا بسبب تلك المضادات، التي ما إن يسمع السكان صوت انطلاقها حتى يبادرون إلى الخروج من منازلهم، خشية سقوطها عليهم".




تشويه صورة التحالف

لم يستبعد القيادي في المقاومة الشعبية بإقليم آزال، العميد المتقاعد جميل العلياني أن أن تكون جماعة الحوثيين الانقلابية قد أرادت من إطلاق الصاروخ أن تتسبب في وقوع أكبر قدر من الضحايا وسط السكان، وأن تنسب ذلك إلى غارات التحالف، لإظهاره في صورة المعتدي على المدنيين، وأضاف "في كثير من الحالات اقترف الانقلابيون جرائم حرب، واستهدفوا السكان بقذائفهم، وزعموا أن طائرات التحالف العربي هي التي قصفت تلك الأماكن، إلا أن لجان تحقيق دولية وإقليمية متخصصة أثبتت أن تلك المواقع قصفت بالدبابات والمدفعية التابعة للميليشيات، وأن القصف تم بصورة أفقية وليس عمودية. وكل هذه الافتراءات تهدف لدفع التحالف العربي لوقف عملياته في اليمن، وتشكيل ضغط دولي على قيادته، لكن هذه المحاولات البائسة لن تستطيع تحقيق هدفها، في ظل تيقظ التحالف لتلك المحاولات".




الاعتداء على المدنيين

أضاف العلياني "جماعة الحوثيين تسعى في ظل الضربات المتلاحقة التي تشنها عليها طائرات التحالف العربي، والهزائم المتلاحقة التي تكبدتها على أيدي المقاومة الشعبية إلى إيقاف العمليات العسكرية ضدها، بعد أن فقدت جزءا كبيرا من أسلحتها التي دمرتها الغارات الجوية، لذلك تحاول إثارة الرأي العام العالمي، والزعم بأن طائرات التحالف تستهدف المدنيين، وتستعين ببعض المنظمات المشبوه لتحقيق هذا الهدف، فأصبحت تردد أن المقاتلات العربية مسؤولة عن إيقاع أضرار كبيرة بالمدنيين، لذلك يتوقع أن تقوم بارتكاب مزيد من الجرائم ونسبها للقوات الموالية للشرعية".




اشتباكات داخلية بين حوثيي صعدة

تفجرت الخلافات الداخلية وسط الجماعة الانقلابية بصورة كبيرة في محافظة صعدة، بين القوات الموالية لزعيم التمرد عبدالملك الحوثي، وأخرى تابعة للقيادي السابق في الجماعة عبدالله الرزامي، وقالت مصادر إعلامية إن اشتباكات مسلحة وقعت فجر أمس بين الجانبين في منطقة العند، استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة، والمدافع اليدوية، مما أسفر عن مصرع خمسة من الموالين للرزامي وثلاثة تابعين للحوثي.

وأضافت المصادر أن الاشتباكات دارت أمام نقطة تفتيش للجماعة، حيث اعترض عناصر النقطة سيارة تحمل مجموعة من الموالين للقيادي السابق، وأن النقاش احتد بين الجانبين، مما دفع عناصر النقطة إلى إطلاق النار على من كانوا بداخل السيارة وقتلوا اثنين منهم، مما تسبب في اتساع دائرة الاشتباك، ورد المسلحون التابعون للرزامي على عناصر النقطة بوابل من الرصاص وقتلوا ثلاثة منهم، قبل أن يرد الأخيرون بإطلاق قذيفة من مدفع يدوي أسفرت عن تدمير السيارة ومقتل من كانوا يستقلونها.

وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن القتلى ينحدرون من قبيلة آل شافعة، التي بدأت حشد عناصرها للأخذ بثأر أبنائها، وإن قياديين بارزون في الجماعة بدؤوا تحركا لأجل احتواء الموقف ومنع تصعيده، وعرضوا دفع ديات كامل القتلى، إلا أن مشايخ القبيلة رفضوا العرض وتمسكوا بالاقتصاص لأبنائهم، ورفضوا أي محاولة للصلح قبل توقيف القتلة وإعدامهم، وأضاف المركز أن أجواء من الاحتقان الشديد تسود في المكان.

وكان عناصر القيادي السابق الرزامي قد تعرضوا لسلسلة من المضايقات خلال الفترة الماضية، نتيجة للخلافات التي نشبت بينه وبين زعيم التمرد عبدالملك الحوثي، على خلفية قيام الأخير بتهميش الرزامي واستبعاده من الحركة، رغم أنه يعتبر من المؤسسين، كما تواردت أنباء بأن قيادة الجماعة وضعته قيد الإقامة البرية ومنعته من التحرك خارج محافظة صعدة.

وتوقع المركز أن تتطور الأحداث خلال الأيام المقبلة، بسبب التصعيد الذي بدأه الموالون للرزامي، الذين طالبوا بالكشف عن مصيره ورفع القيود التي تحد من قدرته على الحركة. كما تمسكوا بأخذ الثأر لقتلاهم.