تعتبر ظاهرة العنف والأذى مشكلة رائجة بين الأطفال والمراهقين بشكل كبير حول العالم، إذ تشتمل على أفعال متكررة من العدوان الجسدي، واللفظي، والاجتماعي، والعاطفي، وذلك بفعل اختلال توازن القوة بين الأطراف، الأمر الذي قد يسبب للضحية أو المعتدى عليه، أو حتى المراقب عواقب خطيرة على المدى البعيد في جانب الصحة النفسية، أو الاجتماعية، أو الجسدية.




حيثيات الدراسة

بحسب الدراسة التي أجريت في المملكة من قبل كل من الباحثة في العلوم الصحية بجامعة الملك سعود، فادية البهيران، والباحث ماجد آل عيسى، والباحثة نورة القفيدي، والباحثة مها المنيف من مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال التابع لوزارة الحرس الوطني، وتم نشرها بالمجلة الدولية لطب الأطفال والبالغين، التابعة لمركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي، فقد تم تطبيق الأساليب النوعية بهدف الحصول على فهم أعمق لظاهرة العنف بين طلاب المرحلة المتوسطة في المملكة، وتم اختيار 4 مدارس متوسطة مختلفة للبنين والبنات، وبمشاركة الطلاب وأولياء الأمور وباقي الموظفين في المدارس، وتم تجميع البيانات عن طريق الملاحظة، والمقابلات، والنقاشات.




التعرض للأذى

تبين من نتائج الدراسة أن 17% - 69% من الطلبة البالغة أعمارهم 13 عاما، قد تعرضوا لمشاكل العنف والعدوان المختلفة في حياتهم. وبحسب الدراسة فقد تم التطرق لهذه المشكلة في المملكة خلال الفترات الأخيرة فقط، حيث أشارت إلى أن هناك دراسة محلية أجريت لقياس مدى الاحتياجات الصحية للمراهقين في السعودية، وتبين أن 25% من الطلبة تعرضوا للعنف والأذى في شهر واحد فقط منذ بدء الدراسة، مشيرة إلى أن الذكور كانوا هم الأكثر تعرضا للعنف بنسبة 27%، مقارنة بالإناث بنسبة 22.7%. كما ذكرت الدراسة أن البالغين صرحوا بأنهم تعرضوا للأذى والعنف خلال 18 سنة الأولى من حياتهم، حيث اتضح أن 21.5% من البالغين قد تعرضوا للعنف من زملائهم في مرحلة الطفولة، بنسبة 28.2% عند الذكور، و14.7% عند الإناث.


العوامل المشجعة

بينت الدراسة أن هناك عوامل عديدة تشجع على انتشار مثل هذه الأنواع من العنف والعدوان بين المراهقين، من بينها عدم وجود بيئة مدرسية آمنة، وقلة الأنشطة الترفيهية، والتناقضات في معالجة السلوكيات المثيرة للمشاكل.

كما تبين من خلال الدراسة أن علاقة ولي الأمر بالمدرسة كانت ضعيفة جدا، وأن هناك ضعفا في التواصل بين البيت والمدرسة، الأمر الذي سبب للعديد من الطلبة الشعور بالإهمال وعدم الاهتمام بهم، إضافة إلى أن العينة من الطلبة كانت تجمعهم علاقات سيئة بمعلميهم، ولا توجد هناك مودة واحترام بينهم في هذا الجانب.


5 أنواع للعنف

لفتت الدراسة إلى أنها اكتشفت من خلال البحث الاستكشافي وجود 5 أنواع من الأذى والعنف الذي قد يتعرض له المراهق في حياته، منها العنف اللفظي كالسباب والشتائم، والعنف الجسدي كالمضاربات العدوانية، وإن كانت عن طريق المزاح، والتي عادة ما كان يتصور أنها تحدث بين الذكور، إلا أن الدراسة كشفت أنها تحدث بين الإناث أيضا، والتحرش الجنسي الذي عادة ما يكون الفاعل بالغا، ويكون إما لفظيا أو جسديا، والعنف النفسي والاجتماعي، إما بالتهديد، أو فرض السيطرة من قبل بعض الزملاء، والعنف الإلكتروني كنشر الإشاعات والتهديدات وغيرها.


تغيير السياسات

خلصت الدراسة إلى أن ازدياد نسب العنف والعدوان بين المراهقين سينتج عنه كره للمدرسة، والعنصرية، والعدوانية، إضافة إلى العزلة والرهبة الاجتماعية، ناصحة الجميع باتخاذ موقف جدي ومسؤول، والاعتراف بوجود كل هذه المشاكل في المدارس كخطوة أولى لحلها.

ونصحت الدراسة بضرورة إيجاد البرامج التوعوية لزيادة مهارات تواصل الطلبة وأولياء الأمور مع طاقم المدرسة، إضافة إلى تقوية جانب المتابعة من قبل أولياء الأمور لأبنائهم، لكي تتحسن حياة الطلبة، وتزداد نسبة التطور الأكاديمي والتحصيل الدراسي لهم، اللذين يعتبران الركيزة الأساسية في تقدم المجتمعات.

 


حيثيات الدراسة الاستكشافية

- اختيار 4 مدارس متوسطة

- 2 للبنين - 2 للبنات

- عدد الطلبة المشاركين: 40 طالبا

- 31 موظفا في المدرسة

- 20 ولي أمر

- عدد المشاركين 91 شخصا




نتائج الدراسة

- 17 - 69%من الطلبة ذوي 13 عاما تعرضوا للعنف


- 25%تعرضوا للعنف في الشهر الأول من المدرسة


- 27 % عند الذكور


- 22.7 % عند الإناث


- 21.5 % من البالغين تعرضوا للعنف في 18 السنة الأولى من حياتهم


 


عوامل مشجعة لانتشار العنف المدرسي

- قلة الأنشطة الترفيهية

- العلاقة السيئة بين المعلم والطالب

- التناقضات في معالجة السلوكيات

- ضعف التواصل بين البيت والمدرسة

- إهمال أولياء الأمور لأبنائهم

- عدم وجود بيئة مدرسية آمنة


 


5 أنواع من العنف المدرسي

- العنف اللفظي

- العنف الجسدي

- التحرش والابتزاز

- العنف النفسي والاجتماعي

- العنف الإلكتروني