مسفر شيبان



شدني كثيراً مقطع فيديو أتاني على وتساب، يُظهر أحد الطيور وهو يلتقط النفايات من الشارع ويضعها في صندوق النفايات، وقد تعجبت والله من ذلك المقطع كون من يقوم بالنظافة وإزالة النفايات ليس من البشر، ولكنه طائر يقوم بعمل من الأجدرِ ألاَّ يقوم به إلا إنسان، ولكن ما رأيته هو العكس أن البشر هم من يرمون النفايات في كل مكان.

 ولا أدلَّ على ذلك من منظر الحدائق والمتنزهات التي أصبحت وللأسف الشديد مرمى للنفايات بدلاً من أن تكون مكاناً للتنزه والاستجمام، والحقيقة أن ثقافة النظافة ووضع النفايات في مكانها الصحيح تكاد تكون معدومة لدى غالبية المجتمع السعودي، وتعدى تأثيرها إلى الأجانب الذين يعيشون في بلادنا، فهم يقلدوننا فيما نفعله من رميٍ للنفايات في الشوارع والمتنزهات والأماكن العامة، ولا أدري ما السبب في حدوث ذلك؟

  رغم أننا مسلمون وديننا الحنيف يحض على النظافة، والدولة رعاها الله جعلت حاويات لرمي النفايات فيها، وجعلت لافتات تدل عليها، ولكن لا حياة لمن تنادي، وإنني أتساءل إلى متى ونحن على هذه الحال؟ ومتى نرتقي للأفضل، ونتعلم أن نظافة المكان دليل على نظافة صاحب المكان، ومتى يأتي اليوم الذي نرى فيه النفايات ترمى في مكانها المخصص لها بدلاً من رميها في الشارع وأماكن التنزه؟ ونستغني عن عمال النظافة؟ أنا لا أحكم على الجميع، فهناك من فئات المجتمع من هو قدوة لغيره في الحفاظ على البيئة ونظافتها، وقد قرأت في الآونة الأخيرة في الصحف خبراً مفاده أن هناك قانونا سيصدر يعتبر رمي النفايات في الحدائق العامة والشوارع مخالفة يعاقب عليها القانون، وسُرِرت بهذا الخبر كونه سَيَحُدُّ من رمي النفايات في غير مكانها المخصص لها، وسيكون سببا بإذن الله لعودة الشوارع والحدائق العامة والمتنزهات نظيفة وبيئة صالحة للتنزه والاستجمام، أتمنى ذلك.