اطلعت على ما كتبه الباحث الأستاذ /أنور بن محمد آل خليل  في "الوطن" بتاريخ 27 أغسطس 2016  بعنوان "وجوه من التاريخ.. علي علوان الأديب الذي أنفق مرتبه لمخطوطة".

أستعرض مقتطفات عن حياة الراحل علي علوان، يرحمه الله.. الإنسان والأديب والمفكر، واهتمامه الشديد باقتناء أندر الكتب المطبوعة منها والمخطوطة أيا كان محتواها.. أدبيا أو تاريخيا أو علميا.. كان يسعى لشرائها ولو لم يملك في جيبه غير ثمنها أو قوت عائلته اليومي، وذلك لحبه للعلم والاطلاع والمعرفة، رحمك الله.



 ذكريات



لقد أعاد بذاكرتي الأستاذ أنور آل خليل لعشرات السنين أو لنصف قرن من الزمان.. تربيت على يد المرحوم علي علوان بحكم سكناي في منزله بحي – إمناظر ثم القرى – سابقا بأبها عام 1379، كنت شابا يافعا لم يتجاوز عمري السابعة عشرة. حيث غادرت قريتي (رُجال التراثية) ببلاد رجال ألمع إلى أبها آنذاك لطلب العلم ومن ثم الوظيفة. فسكنت بدار عمي العامرة المرحوم بإذن الله، علي علوان بحكم صلة القرابة لأنني ابن أخيه، فكان أبا حنونا أحاطني برعايته وأحسن تربيتي كواحد من أبنائه، وكان أكبرهم القاص محمد علوان (وكيل وزارة الثقافة والإعلام لإدارة المطبوعات سابقا)، فهو الأقرب مني سنا. كنّا نحضر مجالس زوار الوالد علي علوان في المكان المهيأ لهم بالمنزل، والتي كانت لا تنقطع زياراتهم بعد صلاة المغرب مساء كل يوم.

الزائرون كثر، لكن هناك شخصيات لا يزالون بذاكرتي لترددهم كل مساء دون انقطاع، ومنهم الشيخ عبدالله بن حميد، وابنه محمد والشيخ سعيد أبوملحة والشيخ حسين قدح والشيخ عبدالله الغماز والأستاذ ظافر العبيدي وأحمد مطاعن ويحيى الحفظي وعبدالله الحاقان وسلمان ميمش وعبدالله بن زيد ويحيى بن حسن مدير الجوازات والأحوال آنذاك، وعبدالله بن إسحاق والضابط محمد آل خليل والد الأستاذ أنور. هؤلاء جلساء الوالد علي علوان، يرحمه الله، بصفة يومية، كانوا يقضون الساعات في الحوار في جميع مجالات الحياة، وكان حديثهم لا يمل وذا شجون.


 وجوه جديدة



انتقل إلى الرياض حيث نال ترقيته كمساعد مدير عام شؤون الموظفين بوزارة الصحة، فمكث في الرياض ردهة من الزمن فتحول مجلس المسامرات من أبها إلى منزله في الرياض بحي الملز، فكان زواره وجوها جديدة من الشخصيات ذات القيمة والمقام، منهم الشيخ العلامة حمد الجاسر والفريق بوزارة الداخلية يحيى المعلمي والمستشار بوزارة الزراعة حسين الأشول والمستشار بالديوان الملكي محمد أبو شقارة الألمعي ومدير أملاك الدولة محمد قدح ورئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالملز الشيخ عبدالله بن سعدون والأستاذ عبدالعزيز حرفش بوزارة الدفاع واللواء بوزارة الدفاع عبدالله الحمراني واللواء بوزارة الداخلية عبدالعزيز الجيفان، جميعهم حسب علمي عند ربهم يرزقون يرحمهم الله، ما عدا الأستاذ حسين الأشول، ربنا يعطيه الصحة والعافية.

هكذا فإن المجتمع من أكبر الدواعي الباعثة للنشاط الفكري والثقافي والأخلاقي للفرد. وما من دولة أرادت الرقي إلا وكان مجتمع شعبها يمثل أعلى مرتبة في الحيوية والنهوض بالأوطان.

ونحن والحمد لله، بلادنا أصبحت في مصاف الدول المتقدمة حضاريا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا. والفضل هذا يعود بعد الله إلى حكومتنا الرشيدة ومؤسس دعائم وموحد هذا البلد المبارك المغفور له بإذن الله، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، ومن بعده أبنائه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، يرحمهم الله جميعا، والآن ملك العزم والحزم سلمان بن عبدالعزيز، على رأس هذا الهرم المجيد لبلادنا العزيزة، حفظه الله وسدد خطاه وأدام عزه.

إبراهيم محمد علوان

دبلوماسي سابق وباحث