ناصر الخياري



يحظى الحرمان الشريفان باهتمام المملكة البالغ منذ تأسيسها، ومن يزُر الحرمين سيجد أمام عينيه الإنجازات تشهد على جميل صنيع المملكة، وليس ذلك بكثير، بل هو واجب تفتخر المملكة بالقيام به دائما.

جهود المملكة حثيثة في توسعة الحرمين الشريفين عبر عدة مراحل، أسهمت في رفع الطاقة الاستيعابية، وتوفير أفضل أدوات البناء، وتهيئة كل الإمكانات، وكل ما يمكن أن يسهل على زائري الحرمين أداء العبادة.

كما أنها تقدم  كل ما في وسعها من خدمات وتسهيلات، بدءا من وصول الحجاج إلى أرض المملكة، بما فيهم الوفود التي تقدم عن طريق البر، حتى لحظة مغادرتهم أرض المملكة.

ما تتحمله المملكة من جهود كبيرة، وعمل دؤوب في مختلف القطاعات، سواء الصحية، أو المطارات، أو الاتصالات.. أو غيرها من الجهات الخدمية التي تسخّر كل طاقاتها لخدمة حجاج بيت الله، ولا يمكن أن نغفل ما تبذله الجهات الأمنية من دور فاعل وحيوي في إدارة الحشود، وتوفير الأمن، وحماية الحجاج، وما تُبذل من جهود تنظيمية كبيرة، كان لها الأثر البالغ في نجاح الحج عاما بعد آخر.

تقف القيادة السعودية دائما موقفا مشرفا في متابعة كل صغيرة وكبيرة في موسم الحج، إذ لا تهدأ أبدا فهي في شغل دائم واهتمام كبير بكل تفاصيل وترتيبات موسم الحج ومساره، حتى ينتهي كما يحب الله ويرضى.

جهود المملكة في هذا الجانب جليّة واضحة، يراها المنصف، ويقرؤها واقعا كل ذي عين نزيهة.

وقد اعتادت المملكة عند كل موسم حج، أن تسمع مزايدات رخيصة ودعوات باهتة، تسعى إلى الانتقاص من جهود المملكة، طمعا منها في إثارة الشوشرة، والضجيج الذي ترجو منه أن يعكر صفو الحج.

لكن المسيرة دائمة وحافلة بالنجاح، وكل مرة ينتهي موسم الحج بنجاح أفضل من سابقه، بحكم الخبرات المتراكمة المتجددة في إدارة الحج، وبحكم التطوير الذي تعمل عليه الجهات المعنية بتنظيم موسم الحج عاما بعد عام.

بقي أن أقول، إن هناك دورا إعلاميا مهما ينبغي أن يتم تفعيله بشكل أكبر فاعلية، وبما يواكب العصر، لا سيما أن المواطن اليوم بإمكانه إبراز الصورة الحقيقية  التي تعكس جهود المملكة الكبيرة في موسم الحج، عبر توظيف وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر المواقع الإلكترونية، مما يشكل رافدا يدعم الجهود الكبيرة التي يبذلها الإعلام الرسمي بشقيه المرئي والصحفي.