عهد على نفسه بأن يحجج والديه على قدميه، دون أن يستخدم المركبات ووسائل النقل المتوافرة في كافة أرجاء المشاعر المقدسة. إنه الحاج الباكستاني أرشد نور الذي التقت به "الوطن" وهو يضع والده البالغ من العمر 100 عام على إحدى العربات، ووالدته بجواره، باحثا عن الحرم المكي، لا يريد أن يستخدم أي مركبة.

 حلم الحج

وقال نور: منذ 28 عاما وأنا أعمل في كافة دول العالم، متنقلا بين سهول الأودية وتضاريس الجبال الشاهقة، لم أنظر إلى ملذات الدنيا بقدر ما كنت أنتظر تحقيق رغبة والدي في أداء الحج.

يصمت أرشد نور قليلا، قبل أن يواصل حديثه قائلا: شاءت الأقدار أن أعمل في أرض الخير ومهبط الوحي، بلد الأمن والأمان، وتحديدا في مدينة الرياض قبل خمسة أعوام، عندها بدأ حلم تحجيج والدي يقترب من الحقيقة، وها هي الأيام تحقق هذا الواقع، الذي انتظرته، فقبل أربعة أشهر أبلغت أبي وأمي بأنهما ضمن حجاج بيت الله الحرام، لكنهما لم يصدقا، لأن العقود الثلاثة الماضية كانت تحمل الأمنيات ولكنها لم تتحقق، إلا أنه ولله الحمد، صارت الأمور على ما أراد الله عز وجل، فقدما إلى مكة المكرمة، وهما في حالة ذهول، لا يريدان أن تبتعد أعينهما عن رؤية هذه البقاع الطاهرة.

 التنقل على الأقدام

وأضاف: أخذت عهدا على نفسي بأن أحججهما على قدمي دون أن أستخدم أي وسيلة نقل، وهو ما حدث بالفعل، فاتجهت من الحرم المكي إلى المشاعر المقدسة بكرسي متحرك، يجلس عليه والدي تارة، وأمي تارة أخرى، وأنا من خلفهما أشاهد السعادة والسرور عليهما، لم يتألما من كافة الأجواء التي واجهاها، بل أصرا أيضا على عدم استخدام أي وسيلة نقل، مستمتعين بهذه المشاهد التي ستغيب عنهما بعد أيام، وربما حتى نهاية عمرهما.

الحاج أرشد سأل "الوطن" عن طريق الحرم لأداء طواف الإفاضة، ولكنه لم يسأل عن موقع المركبات، قائلا "في هذا البلد تسير وتنام في كل مكان فأنت في أمن وأمان".