يقود مسلمو إقليم "شمال كيفو" (مدينة جوما)، حملة توعوية واسعة للتعريف بالدين الحنيف والتعريف بقيم "السلام في الإسلام"، انطلقت في 31 أغسطس 2016، ووصلت ذروتها خلال احتفالات عيد الأضحى المبارك.

وفي هذا الصدد، علق الشيخ "مسعودي كادوجو"، رئيس مسلمي "شمال كيفو"، بالقول إن "هذه المبادرة الشبابية تهدف إلى التعريف بالإسلام لدى السكان المحليين"، الذين يدين معظمهم بالمسيحية.

الشيخ الكونجولي أضاف: "صورة ديننا الحاث على السلام والتسامح، اهتزت بشدة، خلال الفترة الماضية، في أعقاب مزاعم متمردين أوغنديين أخيرا، تفيد بأن وُعاظا مسلمين جندوهم".

وفي أواخر أغسطس مثل 3 متمردين أوغنديين تابعين لـ"القوات الديمقراطية المتحالفة" أمام القضاء، بتهم الانتماء إلى جماعة متمردة والمشاركة في ارتكاب "مجازر ضد المدنيين"، غير أن إفادتهم بأن عملية تجنيدهم تمت على أيدي وعاظ، أثارت "موجة شك" طالت السكان المسلمين بالمنطقة، مما دفعهم إلى التحرك سريعا من أجل "دحض هذه الادعاءات"، وفق عدد من منظمي الحملة، بينهم الشيخ كادوجو.

وتنتشر "القوات الديمقراطية المتحالفة"، وهم المتمردون المسلمون الأوغنديون المعارضون للرئيس يويري موسيفيني، في شرق جمهورية الكونجو الديموقراطية، منذ 1995. وقال رئيس مسلمي "شمال كيفو": "الوضع ينبئ بأجواء قوية من التوتر من شأنها أن تشعل المنطقة برمتها، التي تعيش على وقع هجمات مختلف الجماعات المسلحة المنتشرة فيها". وحول مدى جدوى مثل هذه المبادرات، أوضح كادوجو أن حملة "السلام" تهدف إلى تقويض سيناريو الأزمة، وخلق أجواء من السكينة حفاظا على قيم التعايش والوحدة".

وتتمثل مبادرة الشباب المسلم في "ندوات توعوية حول الإسلام ومكافحة الإرهاب، علاوة على تنظيم حلقات نقاش بين مسيحيين ومسلمين والمشاركة في برامج إذاعية وتلفزيونية"، وفق رئيس مسلمي "شمال كيفو".

ولم يتردد الشباب المسلم المنخرط بشدة في هذه الحملة، من جانبه، في النزول إلى الشوارع للقاء المسيحيين، إضافة إلى طرق أبواب السكان والتحدث عن دينهم الداعي إلى السلام.

وأردف الشيخ "كادوجو": "من خلال هذه المبادرة، نريد التنديد بالزينوفوبيا (كراهية الأجانب أو من كل شيء غريب أو جديد) والإرهاب وجميع أشكال انتهاكات حقوق الإنسان، إضافة إلى طمأنة الرأي العام حول عدم وجود صراع ديني بشمال كيفو، ومكافحة تجنيد الجماعات المسلحة للشباب".

المبادرة تضم كذلك عددا من الأئمة الذين يسعون إلى إبراز صورة الإسلام المفعم بقيم السلام، عبر إقامة الاجتماعات والبرامج التليفزيونية.

الشابة المسيحية "ماريتا بالوم"، المنحدرة من "جوما"، أشارت عقب حضورها عددا من الاجتماعات التي أقيمت على هامش المبادرة، إلى ضرورة اتساع رقعة هذه الحملة "الحميدة"، كي تطال أكبر عدد ممكن من الأشخاص.

وهو هدف يجمع عليه منظمو الحملة، وفق مصطفى "كمال مسافري"، الصحفي بـ"راديو وتليفزيون كيفو 1"، الواقع في "جوما"، الذي قال في برنامج إذاعي بث الأسبوع الماضي: "هذه المبادرة اتخذت جوما، نقطة بداية وستتوسع نحو الأقاليم الستة الأخرى في محافظة شمال كيفو".

ويشكل المسلمون في الكونجو الديمقراطية 10% من إجمالي السكان البالغ عددهم 70 مليون شخص.