كشف مصدر داخل جماعة الحوثيين الانقلابية عن حجم المعاناة التي يواجهها عناصر الجماعة عند محاولتهم التسلل إلى الحدود السعودية، مشيرا إلى أنهم يواجهون الموت بسبب اليقظة التي يتمتع بها الجنود السعوديون، والأجهزة المتقدمة التي يستخدموها. وأضاف أنهم يتصورون سهولة اختراق الحدود، حيث يقنعهم قياديو الجماعة بأن طول الحدود بين البلدين ووعورتها ستمكنهم من اختراقها بسهولة.

ونقلت مصادر إعلامية عن المصدر قوله إن قيادتهم تصور لهم سهولة المهمة التي يرسلون من أجلها، ويتحركون دون أن يكون بحوزتهم ما يكفيهم من الطعام والشراب، كما يضطرون في كثير من الأحيان إلى السير لساعات طويلة على أقدامهم، لذلك يصلون منطقة الحدود وهم في حالة يرثى لها من الإرهاق والتعب، بعد أن ينهكهم الجوع والعطش، لذلك يبادرون إلى إلقاء أسلحتهم والاستسلام لجنود حرس الحدود السعودي. الذين يبادرون إلى تقديم الطعام والشراب لهم. أما الذين يصرون منهم على المواجهة والقتال فإن مصيرهم المؤكد يكون هو الموت. وشبه محاولة اختراق الحدود بأنها "انتحار".

وقال المصدر "طوال فترة تحركنا نظن أننا بمنأى عن حرس الحدود السعودي، لكنا نفاجأ بمجرد اقترابنا من الحدود بأنهم يطوقوننا من جميع الجهات، ويطالبوننا عبر مكبرات الأصوات بالاستسلام وإلقاء الأسلحة. وكنت ضمن إحدى هذه القوات التي حاولت التسلل إلى الأراضي السعودية، وفضلنا الاستسلام ووجدنا من الجنود السعوديين أفضل أنواع التعامل، حيث وفروا لنا الطعام والشراب، وقدموا العلاج للعناصر المصابة".

وتابع المصدر أن عددا من عناصر الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح، وقوات من جماعة الحوثيين الانقلابية كانت قد حاولت اختراق الحدود في أوقات سابقة، ولم تستجب لمطالبات حرس الحدود السعودي لها بالاستسلام وإلقاء السلاح، وبادروا إلى إطلاق النار على قوات حرس الحدود التي لم تجد بدا من مبادلتهم بنفس الأسلوب، مؤكدا أن جثث عناصر الميليشيات ظلت ملقاة في الأودية والمرتفعات لأوقات طويلة، حيث أحجم الحوثيون عن انتشالها، حتى قامت القوات السعودية برفعها وتسليمها لبعض المنظمات الدولية.

وكانت منظمات إنسانية قد وجهت انتقادات حادة لجماعة الحوثيين الانقلابية وحليفها المخلوع، علي عبدالله صالح، بسبب تجنيدها لأطفال قاصرين والزج بهم في محاولات اختراق الحدود السعودية، رغم عدم خبرتهم في القتال والحرب. وأكدت صعوبة التسلل إلى أراضي المملكة، بسبب استخدام الأخيرة لأحدث الأجهزة التي تعينهم على رصد منطقة الحدود على مدار 24 ساعة يوميا وفي كل الظروف المناخية، حيث تستخدم كاميرات حرارية متطورة.