في تطور جديد للعلاقات الباكستانية الأميركية، طالبت الأخيرة من القيادة الباكستانية الوساطة لإعادة الاتصال مع حركة طالبان الأفغانية بقيادة الملا هيبت الله آخند زاده، وذلك في محاولة أميركية جديدة لإنهاء الأزمة سلميا مع حركة طالبان.

ويأتي التوجه الأميركي الجديد، بعد نشر الأمم المتحدة تقارير تفيد بسيطرة تنظيم داعش على نحو 78% من الأراضي الأفغانية، وأن قواته تتقدم نحو بقية المقاطعات الأفغانية التي يعتقد أنها ستعيد إحياء "إمارة أفغانستان" فيها.

وأفادت مصادر دبلوماسية أن واشنطن قررت تغيير خطابها السياسي الذي يعتمد النهج المتكرر في اتهام باكستان بالتعاون سرا مع شبكة سراج الدين حقاني، إذ إن هذه الشبكة تعدّ الأقوى في حركة طالبان، وتركز نشاطاتها على مواجهة مخططات الإدارة الأميركية، بإشراك قوات عسكرية هندية في أفغانستان لمواجهة نفوذ المخابرات العسكرية الباكستانية.

توتر العلاقات

كانت الملاسنة هي أهم ملامح توتر العلاقات بين واشنطن وإسلام أباد، فقد أكدت المؤسسة العسكرية الباكستانية أنها تعارض إدخال قوات عسكرية هندية إلى أفغانستان، على الرغم من عدم وجود حدود مشتركة بين الهند وأفغانستان، إضافة إلى قلة الطائفة الهندوسية فيها، بحيث أن الأمر لا يتطلب فتح 6 قنصليات هندية جديدة، علاوة على وجود السفارة الهندية في كابل، والقاعدة الجوية الهندية في مقاطعة فرخ، والقاعدة الجوية في أوزبكستان المتاخمة لأفغانستان.

وتنظر المؤسسة العسكرية الباكستانية إلى الوجود الهندي المكثف في أفغانستان بصورة مختلفة، فقد أشارت مصادر إلى أن المعاهدة العسكرية الهندية الأميركية التي وقعت بين البلدين هذا العام، تعطي القوات الأميركية حق استخدام القواعد العسكرية الهندية في أفغانستان، ضد تحركات طالبان الأفغانية، وضد المصالح الباكستانية في الآن ذاته.

سياسة مزدوجة

يصف المراقبون للمشهد الأفغاني، أن السياسة الأميركية تجاه حركة طالبان تعدّ مزدوجة، إذ أبرمت الحكومة الأفغانية –بموافقة أميركية- اتفاقية سلام وهدنة مؤقتة مع رئيس الحزب الإسلامي قلب الدين حكمت يار، بمناسبة عيد الأضحى، تعهد خلالها الأخير بوقف كل العمليات العسكرية ضد الجيش الأفغاني، وذلك بعد محادثات سرية مع حكومة أشرف غني، استمرت قرابة العامين، إذ تستفيد الإدارة الأميركية من قوة حكمت يار العسكرية ضد حركة طالبان، بينما تنسق في الوقت نفسه مع الحكومة الباكستانية للتوسط في قبول طالبان جلوسها على طاولة المفاوضات الأفغانية-الأميركية، للتوصل إلى مصالحة وطنية شاملة.

رسالة الحركة

أناط رئيس الوزراء نواز شريف، مهمة الاتصال مع قيادات طالبان الأفغانية، خصوصا شبكة سراج الدين حقاني، إلى مستشاره للشؤون الخارجية سرتاج عزيز، المكلف بالإشراف على وزارة الخارجية، ورئيس المخابرات العسكرية الخارجية الجنرال رضوان أختر.

وقال رئيس طالبان، الملا آخندزاده، من مخبأه السري في أفغانستان، في رسالة إلى قادته العسكريين، إن حرب الولايات المتحدة للحركة بسبب تطبيقها الشريعة الإسلامية، لكنه تجنب ذكر أحد أهم مطالب مقاتليه، وهو انسحاب القوات الأميركية والأطلسية من أفغانستان.

يذكر أن القوات الأميركية نشطت أخيرا في استهداف قيادات لتنظيم داعش في خراسان، والذي سيطر على أجزاء كبيرة من المقاطعات الأفغانية فيها.