كشفت دراسة حديثة أن نحو 56 % من الأطفال يمضون أكثر من ساعتين في التصفح واللعب في الأجهزة، خاصة الهواتف الذكية وأجهزة ألعاب الفيديو، وهي مدة تزيد عن المدة التي أقرتها التوجيهات الرسمية في كثير من الأبحاث والتي تنصح بعدم مكوثهم أكثر من ساعتين.


معايير مهمة

تقول الدراسات الحديثة إنه ينبغي على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 18 عاما ألا يمضوا فترة أطول من ساعتين في اليوم أمام الأجهزة، أما الأطفال تحت سن العامين فيجب عليهم ألا يستخدموا الأجهزة على الإطلاق. لكن الأمر على ما يبدو خرج عن السيطرة، وذلك في جميع دول العالم، خصوصا بعد أن سيطرت الهواتف والأجهزة الذكية على حياة الناس.


نتائج الدراسة

اكتشف استطلاع جديد على الإنترنت أن 18000 طفل أي نحو 56 % من المشاركين يتجاوزون ساعتين وهو الحد اليومي. وحصد استطلاع ل 2620 طفلا أستراليا تتراوح أعمارهم من 8 16 سنة نتائج مُماثلة. كما أظهرت الدراسة أن 45 % ممن يبلغون الثامنة من العمر وحتى 80 % ممن يبلغون من العمر 16 عاما قد تجاوزوا الساعتين، وهما الحد اليومي الموصى به.





توجيهات قديمة

دائماً ما يبرر "إفراط استخدام" الأجهزة من جانب عدم الشعور بالمسؤولية لدى الصغار. ولكن يوجد تفسير آخر مُختلف ومنطقي جدا، وهو أن هذه التوجيهات التي نتبعها من أجل تحديد وقت القضاء على الأجهزة قد عفا عليها الزمن. وقد تم وضع هذه التوجيهات قبل اختراع الأجهزة اللوحية والعديد من الأجهزة التي تستخدم اليوم بسنوات. وتمّ وضع التوجيهات التي تخص الفترات التي يقضيها الصغار على الأجهزة من قبل الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال في التسعينات، وكانت موجهة لمشاهدة الأطفال للتلفاز، خصوصا مشاهد العنف. قد تكون هذه التوجيهات مناسبة آنذاك، ولكن الشاشات قد تغيرت كثيرا في العشرين عاما الماضية، وأثبت الأطفال أن قضاء ساعتين فقط لم يعد أمرا مجديا الآن.


إعادة التفكير

تجاوبا مع انتشار التكنولوجيا في عالمنا، أعلنت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال في أكتوبر الماضي أنها بدأت القيام بمراجعة توجيهاتها بخصوص الأطفال والأجهزة. وقالت الأكاديمية إنها تدرك أن العالم الذي أصبح فيها "وقت الأجهزة" مجرد "وقت" فحسب، فإن على سياساتها أن تتطور وإلا فستكون قديمة جدا. ومن المتوقع أن تنشر التوجيهات الرسمية الجديدة نهاية هذا العام، في ظل توقعات بأن الوقت المسموح به سوف يزداد. فمن غير الواقعي أن يمضي طلاب المرحلة الثانوية ساعتين فقط في اليوم على الأجهزة، خصوصا أن الواجبات المدرسية تتطلب أكثر من ذلك.