الشباب هم الأساس القويم لهذا الكيان الكبير، المملكة العربية السعودية، لذلك فالاهتمام بهم والالتفات إليهم مطلب اجتماعي مشترك بين كل الجهات الحكومية والفردية، ونحن على موعد لقاء يجمع المثقفين من شتى جهات البلاد.

لذلك، أتمنى على كبارنا وأصحاب الكلمة القوية والحضور المؤثر في المشهد الثقافي وفي الشارع السعودي ككل، أن يكون محور معالجة التطرف، والالتفات إلى الشباب هو الأساس في هذا اللقاء التاريخي.

ففي السنوات الأخيرة كما نرى، انتشر التطرف بين شبابنا المقبلين على الحياة، وبشكل مخيف ومحزن، وفي الوقت الذي تتصدى الجهات الأمنية بكامل قوتها لهذا البلاء، لأنني أظن أن محاولات معظم الجهات لحل المشكلة كان ضعيفا، ولا يرقى إلى مستوى العمل المنظم الكبير، سواء مجلس الشورى، أو الأدباء، أو مجالس المناطق، أو هيئة كبار العلماء، فالمشكلة تعنينا جميعا.

طرح الأفكار والرؤى، ونشر ثقافة الاحتواء مهمة الأدباء وعلى بقية الجهات متعاونة تنفيذها.

لو تأملنا خطابنا بعد كل واقعة تطرفية، لوجدنا نسبة كبيرة تناشد بالعقاب، والبعض يتعاطف لمجرد اسم الأب والقبيلة واعتبارات اجتماعية يرون أنها مهمة!

شبابنا بحاجة إلى الاحتواء، من خلال برامج تنويرية مكثفة، تبدأ من المرحلة المتوسطة، بمشاريع فردية وجماعية في المرحلة الثانوية، ودعم مادي سخي في المرحلة الجامعية، تهتم بجوانب تهيئة الوظيفة والسكن بعد المرحلة الجامعية.

كل هذه الحلول تتشارك فيها الوزارات والجهات الرسمية حتى تصبح واقعا ينعم به الشباب، لا حلما يبحثون عنه في دهاليز الغرف المفخخة، وبين ثنيات الأحزمة الناسفة.

لقد امتلأت الصحف والمنابر ومواقع التواصل الاجتماعي، بخطابات الوعظ الجوفاء والمقالات المخدرة لمشاعرنا، إذ بعد كل حادثة تمتلئ الزوايا والأعمدة بالتحليل والشجب والاستنكار، وتخلو من الكلمة الصادقة المؤثرة، التي تصب في مصلحة الوطن أولا وأخيرا، وتحافظ على اتزانه وعلاقته بأبنائه، فهم أساسه القويم، ونافذته على العالم الخارجي، ووجهه المشرق.

الأدباء بأيد متكاتفة وفكر متفق وقلوب محبة، يستطيعون صنع رأي ينأى بشبابنا عن أوكار التطرف وحلقات الإجرام، ويضعون خطة تعيد إليهم ثقتهم بأنفسهم. فحياة الشباب تستحق وقفة قوية جريئة معدة على أساس صحيح لبنته الأولى: حب الوطن، والحرص عليه، لأن الشباب هم الوطن والوطن هو الشباب، لذلك ليتنا نعد الوقاية ونعي أهميتها، قبل أن نضطر إلى العلاج الذي يتطلب وقتا وجهدا ومالا وأنفسا بريئة، وخسارة روح من الوطن.