توقع محلل نفطي أن كلفة الاستثمار في مجال مشاريع تكرير البترول ستتصاعد وتيرتها لتعكس اتجاه الواقع في الأسواق العالمية بتباطؤ الاستثمار في المشاريع النفطية تزامناً مع الانخفاض في الأسعار والتوقعات خلال العامين القادمين من بيوت الخبرة بأن الأسعار لن تشهد قفزات كبيرة. وأوضح المستثمر في قطاع النفط المهندس عبدالرحمن النمري لـ"الوطن"، أنه في ظل الانخفاض في أسعار النفط قام العديد من الدول المنتجة للنفط والذي يمثل الجزء الأكبر من إيراداتها بخفض المصاريف والاستثمار في بعض مراحل صناعة النفط لخفض التكلفة لتخفيف آثار انخفاض أسعار النفطـ، وتتجه إلى التركيز على التكرير في المشتقات البترولية.

أضاف النمري، أنه قد يتم خفض الاستثمارات في التنقيب والاستكشاف وقد يزيد في مجال التكرير، وستتجه الدول، ومن ضمنها السعودية، إلى الاستثمار والإنفاق في التقنيات التي تهدف إلى رفع كفاءة الإنتاج للآبار القائمة وخفض وتيرة الحفر لآبار جديدة.

وبين أن المملكة حالياً ستتسارع خطواتها نحو الاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة باستقطاب الشركات ذات الخبرة في هذا المجال والاستثمار فيها.

 


كفاءة الإنتاج

أشار رئيس شركة أرامكو السعودية لشؤون الحفر والتنقيب سابقاً والخبير النفطي المهندس عثمان الخويطر لـ"الوطن" إلى أنه على الرغم من انخفاض أسعار النفط إلا أن المملكة ما زالت مستمرة في صرف المبالغ المالية التي كانت مقررة للصرف على عمليات الإنتاج قبل حصول الأزمة السعرية الحالية، موضحا أن المملكة تنظر إلى المدى البعيد نسبيًّا لضمان كفاءة الإنتاج والاستعداد لجاهزية إمداد أي طلب على البترول في المستقبل تحت أي ظرف، وهذا يشمل البترول والغاز.




تفعيل الاستثمار

لفت الخويطر إلى أنه يفترض أن تكون المملكة في مقدمة مستخدمي مصادر الطاقة المتجددة، لما تمتلكه من طاقة الرياح والطاقة الشمسية في الوقت الذي نحرق فيه كميات هائلة سنويًّا من البترول الخام لتوليد التيار الكهربائي، وقد لا يدرك الكثيرون أن تغطية ذروة استهلاك الكهرباء بالوسائل التقليدية تبلغ تكلفتها ضعف تكلفة توليد الكهرباء خلال الساعات الاعتيادية خارج أوقات الذروة.




انخفاض نسبة الاكتشافات

قال الخويطر إنه لن يكون هناك حماس كبير لمواصلة الاستكشاف لحقول النفط بسبب انخفاض نسبة استكشاف حقول جديدة ذات جدوى اقتصادية، خصوصًا من نوع البترول التقليدي الرخيص. أما البحوث العلمية ففي الغالب تتأثر قليلا عن طريق خفض الإنفاق وليس وقفه.

وأشار إلى أنه بصرف النظر عن التذبذب في الأسعار فهناك حد أدنى للصرف على وسائل الاستكشاف والحفر والإنتاج، وهذا المستوى ضروري وليس هناك مجال للاختيارات وغالبية منتجي النفط يحرصون على توفير مستوى معين من الإنتاج مهما كلف ذلك من المال.