لا تخرج تصورات الناس عن السعودية في المعسكر الرأسمالي أو دول العالم الأول عما شكلته أفلام السينما فهم يعتقدون أننا بلاد تكتظ بآبار البترول ولا يسكنها إلا البدو الرحل إلى جانب الناقة والصحراء.

أما دول العالم الثاني (المعسكر الشيوعي) فهم لا ينظرون إلينا إلا من زاوية الاقتصاد فقط؛ فنحن بالنسبة لهم أسواق تنافسية تعمل وفقاً لمبادئ العرض والطلب وقد عزز هذه النظرية السلوك الاستهلاكي لمعظم شرائح المجتمع؛ لذلك غزت أسواقنا المحلية مختلف أنواع البضائع والسلع الأصلية والمقلدة والمغشوشة.

أما عن نظرة العالم الثالث لنا فهي لا تعدو النظرة الدينية فحسب؛ فهم لا يرون في السعودية إلا الديار المقدسة مكة والمدينة وقد ساهمت هذه النظرة الدينية في تعزيز مكانة المملكة في قلوب هؤلاء، لذلك حرص الكثير منهم على العمل والتواجد في المملكة بطريقة نظامية أو بأخرى.

وليس المهم برأيي كيف يرانا العالم، المهم كيف نرى أنفسنا، وإذا كان وجود الحرمين الشريفين يجعلنا في المرتبة الأولى إسلاميا؛ فإن مصافي البترول والتوجه نحو الصناعات التحويلية يجعلنا نتربع على عرش الاقتصاد العالمي. لكن لا بد من توفير بديل للبترول وهذا ما سعت إليه رؤية 2030. وكي تنتقل هذه الرؤية من الورق إلى الواقع فإنها تتطلب المزيد من الجهد والعمل المضني وقبل هذا التخطيط الممتاز للخطوة الأولى في رحلة الألف ميل .

تتحدث الإحصائيات عن أن غالبية الشعب شباب. والشباب عماد لخيمة الوطن؛ لذلك ستكون البداية بتهيئة الشباب وتبصيرهم وتدريبهم وتوجيههم لما فيه خير للوطن ولهم؛ واقع الشباب مؤسف للغاية، هناك الآلاف يتوسدون الشهادات الجامعية، والمئات تحولوا إلى سوق البطالة، هناك غياب تام عن الاهتمام بما يريده الشباب. ويبدو أن المجتمع لديه عقدة اسمها (عدم تقبل الشباب) لذلك يمنعون من التواجد في أماكن معينة، ليس هذا فحسب فعندما لا يجد الشاب أي متنفس لطاقته وأحلامه؛ فإنه أمام أحد خيارين: المخدرات، أو الإرهاب، وهذا ما نشاهده في بيانات وزارة الداخلية بين الفينة والأخرى، شباب في عمر الزهور تخطفتهم يد الإرهاب، وآخرون في ظلمات السجون بسبب المخدرات.

خلاصة الأمر لكي ننهض يجب تغيير واقع الشباب الحالي، معدلات البطالة يجب أن تنخفض، ولا بد من خلق المزيد من فرص العمل لهم، وإعطاؤهم دور في القيادة والريادة . نريد فقط الاهتمام بأطفال اليوم الذين هم شباب الغد، الوطن سيقوم على أكتاف هؤلاء.