القائمون على النظام الإيراني لا يحملون قضية.. ولا يملكون هدفا.. بل أضغاث أحلام.. أقرب ما تكون لأفكار مهووس، باع ضميره في سوق رخيصة.

حين تسمع ضجيجهم عن المملكة؛ تدرك على الفور مدى مكرهم.. وحقيقة لست أدري كيف ينام البعض مرتاح البال.. والسوسة التي تحاول النخر "عبثا" في جسد الأمة الإسلامية ليل نهار، تدبر كل تلك المكائد للأمة، في توقيت هو الأهم عند كافة المسلمين في بقاع الأرض.

ليس من الغريب أن تسلط إيران وأزلامها وعملاؤها ومرتزقتها كل هذه الحملة الشرسة "الهوجاء" على المملكة بالتزامن مع موسم الحج، الذي أثبتت الأيام والسنوات قيام المملكة ورجالها الأوفياء بتنظيمه بطريقة مثالية ناجحة، دلت عليها سنوات من العمل المثالي المنتظم غير المنقطع في خدمة حجاج بيت الله الحرام الذين يفيضون إليه من كل فج عميق.

كانت المملكة ولا تزال قائمة على خدمة حجاج بيت الله، فسخرت كل إمكاناتها كدولة لذلك، ومن يشاهد التطور الرهيب الذي وفرته سنوات من العطاء والبذل في تلك البقاع الطاهرة، يدرك حتما ما قامت به المملكة من جهود "موثقة" على مر التاريخ في تسهيل أداء فريضة الحج للمسلمين، سواء أكان ذلك عبر التوسعات المذهلة في مساحة البناء الخاصة بالحرم، أو المشاريع الخدمية الأخرى ذات الصلة بالمشاعر المقدسة.

كتبنا عن خامنئي مرارا وتكرارا باعتباره المرشد الأعلى لأولئك المرتزقة الذين يدبرون المكائد لأرض الحرمين ليلا ونهارا، سرا وعلانية، لكننا لم نغفل عن قوله تعالى: "وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ".

تناسى أو يتناسى هذا الرجل وأذنابه أن هذه الأرض الطيبة المباركة خصها الخليل إبراهيم بدعائه: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ"، فكانت دعوته لهذا البلد بالأمن والأمان الذي نجده اليوم في أطراف البلاد المترامية بفضل من الله وكرمه، ثم بفضل الرجال المخلصين في قيادة هذا الوطن، على رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكل من سبقه من إخوته، الذين أسسوا مداميك الدولة السعودية المتينة التي نعيشها اليوم.

تمضي أيام الحج بسهولة ويسر على زوار بيت الله الحرام، والعيون الساهرة تحرس كل من تطأ قدمه هذه الديار المقدسة، بسكينة واستقرار لن يهزهما نباح خامنئي أو غيره، بل إن المملكة تؤكد مع كل موسم حج قدرات عجيبة في تنظيمها لأهم المشاعر التي تخص العالم الإسلامي، بتلك الأعداد المليونية التي تؤدي نسكها في أمن وأمان، مع خدمة لضيوف الرحمن من قبل كل الرجال في كافة المواقع.

وأنا على يقين أن السهولة والدقة والتنظيم الذي يواكب عملية الحج هو ما يصيب النظام الإيراني في مقتل، ولا تستكين جوارحهم إلا مع حادثة كتلك التي سببها تدافع الحجاج الإيرانيين العام الماضي، وغيرها من الحوادث العرضية التي يكون لإيران بصمة واضحة فيها، وهي مواقف موثقة ويمكن الرجوع إليها ومعرفة المتسبب فيها.

أخيرا، فإن كل الاتهامات التي وجهها خامنئي للمملكة في حديثه الأسبوع الماضي تعطينا صورة طبيعية لمدى الحسرة والألم اللذين يعاني منهما المرشد ونظامه، ويسيطران على أفكارهم تجاه المملكة التي اختصها الله بخدمة المسلمين والقيام على أمورهم في أداء فريضة الحج، ويكشف مخططاتهم القبيحة التي ترتكز على محاولة تسييس عملية الحج في صورة غريبة، تدعو للشفقة على حال أولئك القوم الذين لم يدركوا حتى اليوم أن هذه الأرض الطيبة المباركة محمية بحمى بارئها.