عندما تزور أي بلد في العالم، فستعرف أداء حكومته في كل المجالات من مشاهدات بسيطة، يستطيع السائح العادي ملاحظتها.

تستطيع أن تعرف أولويات البلد واقتصاده وأنظمته وثقافته بشكل دقيق جدا. لنذهب إلى الدول الإسكندنافية. لا توجد مبان شاهقة كثيرة. الشوارع ليست كبيرة. البيوت تكاد تكون متشابهة، وقد لا يكون هناك فرق كبير بين منزل وزير أو منزل موظف بسيط. اهتمام عجيب بحقوق الناس في الشارع. مسار للدراجات الهوائية، ومسار للمشاة، ومسار للسيارات، إضافة إلى الاهتمام بالنقل العام سواء شبكة قطارات أو باصات.

نستطيع أن نستشف الاهتمام بحقوق الناس حتى في أبسط الأشياء، مثل أرصفة المشاة الموجودة في كل الطرقات، وكأنها رسالة تقول: "نحن في "الديمقراطية الاجتماعية" نوفر لك حريتك في كل شيء، وأبسطها حريتك في التنقل، أنت مهم بالنسبة لنا".

أما إذا ذهبنا إلى الولايات المتحدة، فسنجد شوارع ضخمة داخل المدن وخارجها، أيضا هناك اهتمام بأرصفة المشاة. تتفاوت المنازل من قصور كبيرة إلى منازل متوسطة إلى شقق صغيرة، إلى أن تصل إلى مشردين يعيشون على الطرقات.

في أكثر المدن والولايات أنت بحاجة إلى سيارة للتنقل، فشبكة القطارات مهملة في معظم المدن. وكأنها رسالة تقول: "نحن في الرأسمالية نكفل لك حقوقك وحريتك في التنقل، ولكن يجب أن تعتمد على نفسك وتشتري سيارة لتستفيد من هذه الطرق الكبيرة".

قد تختلف نظرتنا حول مسؤوليات الحكومة ونظامها الاقتصادي، هل نقدم إنسانيتنا على حساب رفاهية البعض؟ أم نترك السوق الحر يتحكم في مصير الناس ونقول "يداك أوكتا وفوك نفخ".

الأهم من ذلك كله، أن حقوق الناس في التنقل مكفولة للجميع في كلا المثالين أعلاه، ولكن تختلف الكيفية.

الآن، تمعّن جيدا في حقوق الناس في شوارع المدن العربية! نحن نتحدث عن أبسط الحقوق: وهو حق التنقل والعبور في الشارع، وقس على ذلك باقي الحقوق.