فيما تصاعدت وتيرة تبادل الاتهامات بين بغداد وأنقرة، وتأكيد الخارجية العراقية حصولها على دعم دولي لسحب القوات التركية من منطقة بعشيقة، الواقعة قرب مدينة الموصل، قلل النائب عن اتحاد القوى العراقية، ظافر العاني، من أهمية التصعيد بين الطرفين، مؤكدا أن تركيا ليست لديها نوايا في احتلال الموصل، وأن تصريحات المسؤولين الأتراك واضحة، ولا تشير إلى أطماع إقليمية وجغرافية داخل التراب العراقي.
وفيما أبدى ائتلاف "متحدون" بزعامة أسامة النجيفي، رغبته في تسوية الخلاف بين الجانبين، محذرا من تصعيد المواقف على حساب تفعيل التعاون المشترك لتحرير الموصل من الدواعش لضمان استقرار أمن المنطقة، أوضح العاني أن الخلاف بين البلدين مفتعل، وأن تركيا كانت وما زالت تقف بجانب الشعب العراقي في مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن تفعيل جانب الحوار والقنوات الدبلوماسية بين الطرفين لإيجاد قاعدة مشتركة هو الأساس الذي يجب الارتكاز عليه لحسم الخلافات، من أجل ضمان نجاح عملية تحرير الموصل. وكانت فصائل منضمة إلى الحشد الشعبي، قد لوَّحت باستخدام القوة ضد القوات التركية في بعشيقة.
تكامل الاستعدادات
تزامنا مع قرب موعد انطلاق عملية تحرير الموصل، دعا عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، النائب عبدالباري زيباري، القوى السياسية إلى منح الدبلوماسية فرصة تسوية الخلاف بين بغداد وأنقرة، والاستعانة بمنظمات إقليمية ودولية تدعم مواقف العراق بتحقيق مطالبه بالحفاظ على السيادة، واستعادة أراضيه المسلوبة من قبل التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها مدينة الموصل. وأعلنت مصادر إعلامية في كردستان، أن معركة تحرير الموصل باتت قريبة، مشيرة إلى أن التحالف الدولي استكمل استعداده لإسناد القوات العراقية المكلفة باقتحام المدينة بغطاء جوي مكثف، في حين وفرت حكومة الإقليم مخيمات لاستقبال النازحين تحت إشراف منظمات دولية.
المحاصصة الحزبية
رفضت قوى داخل التحالف الشيعي الحاكم، التنازل عن وزاراتها لصالح شخصيات مستقلة، وقال النائب السابق وائل عبداللطيف في تصريح إلى "الوطن" "إن الكتل السياسية داخل التحالف الوطني غير مستعدة ورافضة لتغيير وزرائها، كما أنها متمسكة بحقها في طرح المرشحين وفرضهم على العبادي بحجة أنهم مستقلون، مستبعدا تحقيق اتفاق بين الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية على بلورة اتفاق لشغل الوزرات الشاغرة، مثل التجارة، والصناعة، والدفاع، والداخلية، بسبب تفضيل الجميع المحاصصة الحزبية".
إلى ذلك، قالت مصادر محلية مطلعة، إن داء "الجرب" بات منتشرا بكثافة بين المعتقلين النازحين الذين يتم احتجازهم في مدينة الحبانية للتدقيق الأمني، قبل إطلاق سراحهم والعودة إلى مناطقهم في الفلوجة، الأمر الذي دفع برئيس بمجلس المحافظة طه عبدالغني إلى مطالبة السلطات الأمنية بالإسراع في عمليات التدقيق وعدم التشديد عليهم، إذ إن فترات احتجازهم تفوق الشهرين وأكثر.