في سيرة حسية وجودية عرفتها بـ"شذرات حسية"، ترصد الشاعرة هدى الدغفق موقعها الوجداني في بيت العائلة، ‏وموقفها من غرفتها الشخصية، وتسترسل في سرد شخصي لتفاصيل علاقتها بموجوداتها، مثل خصلات شعرها وعباءتها ونظارتها وفرشاة أسنانها وطاولتها وأوراقها ودفاترها وأقلامها وأحذيتها وأقراطها والأقفال والأسلاك، كما توثق من ناحية أخرى علاقتها المتناقضة كأنثى سعودية، وذلك في كتابها الجديد "متطايرةٌ حواسي" الصادر عن دار أزمنة للنشر والتوزيع، والذي تكشف فيه علاقتها بالمكان في المقاهي والمدن على اختلاف ثقافات سكانها، وتحلل علاقتها القلقة مع الأجهزة الذكية ومحتوياتها وبرامجها المتنوعة، لتختم كتابها الواقع في مئة وخمس صفحات بعبارة "سأطيل التحديق في الزمن. سأهتدي إلي".

فيما حمل الغلاف الخلفي "مراهقتي متمرسة في الغي، في التحدي، في عناد التواريخ الهجريّة والميلادية، متعصبة للقصات والرقصات الجنونية، لم تعرف طفلتي المائية بعد أنّ الغوص في بحر يلهو بصفوها كدر"!

يذكر أن الدغفق، سبق لها أن أصدرت "أشق البرقع.. أرى" عام 2011 ومجموعات شعرية منها: الظل إلى أعلى، لهفةٌ جديدة، وكتابا في التفاعل الرقمي "هيستريا الافتراض"، وكتاب حوارات فلسفية في الهوية والتلقي بعنوان "فلسفة المستقبل".