في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة الأحداث الخاصة التي تمر بها المنطقة، من أزمات اجتماعية وحروب وصراعات، يرى مراقبون للمشهد الإقليمي أن العلاقات التركية الخليجية على مر تاريخها، لم تشهد فصلا أكثر توافقا والتئاما مثل المرحلة التي تمر بها الآن. واكتسبت القمة الخليجية التركية التي عقدت مؤخرا، قفزة جديدة في العلاقات من خلال توحيد الرؤى والمواقف، وبناء تحالفات بين الجانبين، للشروع في حل قضايا المنطقة التي تهدد المصالح المشتركة، الأمر الذي نتج عنه اتفاق الجانبين على تفعيل لجان مشتركة في ما لا يقل عن 20 قطاعا حيويا. يؤكد محللون سياسيون، أن العلاقات التركية الخليجية، يتعين عليها الانتقال من التقارب إلى مرحلة الاتحاد خلال الفترة المقبلة، خاصة أن الطرفين بحاجة لبعضهما بدرجة متساوية، في ظل توحد المصالح والأعداء في نفس الوقت، خصوصا في الملفين السوري واليمني، وفي مجالات حيوية أخرى كالسياحة والاقتصاد والتجارة وغيرها، في حين يبرز الدور السعودي القيادي بتقريب وجهات النظر بين تركيا وبقية دول الخليج.




نقلة نوعية

تأتي القمة الخليجية تتويجا للنقلة النوعية التي شهدتها العلاقات بين دول الخليج وتركيا، خلال الفترة الماضية، وتعزيز العلاقات المستقبلية بين الجانبين، خصوصا في الفترة الماضية، التي عقدت فيها 12 قمة تركية خليجية، وجمعت الرئيس التركي رجب إردوغان بقادة دول الخليج، تضمنت 6 قمم مع قادة سعوديين، و4 مع أمير قطر وقمة مع ملك البحرين، ولقاء مع أمير الكويت.

وتعكس تلك الزيارات المتبادلة في وقت قريب، الحرص المتبادل بين الجانبين على التواصل والتباحث المشترك، وهو ما تمت بلورته إستراتيجيا بتوقيع أنقرة والرياض يوم 14 من أبريل الماضي في مدينة إسطنبول، على إنشاء مجلس التنسيق السعودي التركي.




دعم الجهود

في الشأن السوري، تتطابق وجهات نظر أنقرة مع دول الخليج في حتمية رحيل نظام بشار الأسد، ودعم المعارضة السورية، والتأكيد على الحل السياسي للقضية، مع المحافظة على سيادة ووحدة التراب السوري، وحق شعبه في الحرية والكرامة والعدالة. وفي الشأن الإسلامي، تدعم تركيا التي تترأس الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي، قضايا الأمة الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، في حين كانت دول الخليج على رأس الدول التي دعمت الشعب التركي وحكومته المنتخبة ديمقراطيا، في مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة، التي شهدتها البلاد منتصف يوليو الماضي. واعتبر مجلس التعاون الخليجي منظمة "فتح الله غولن" الضالعة في محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا منتصف يوليو الماضي، منظمة إرهابية، مشددا في بيان له على تضامن مجلس التعاون مع تركيا ضدّ محاولة الانقلاب، مشيرا إلى أن دعم المجلس لكافة التدابير التي تتخذها تركيا من أجل مكافحة المنظمات الإرهابية.