في تصريحات صحفية منشورة في 30 أبريل 2003، يقول "لوبيرز"، المفوض السامي لهيئة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حينذاك، بعد زيارة ميدانية لمخيم اللاجئين العراقيين في رفحاء: "إنه فندق سبع نجوم، مقارنة بالمخيمات الأخرى في العالم"!
المخيم أنشئ عام 1991 ميلادي، حينما فر أكثر من 38 ألف عراقي من بلادهم هربا من آلة الموت، وأنياب الجوع والهلاك، فاحتضنتهم السعودية، وأطلقت عليهم منذ اليوم الأول مسمى "ضيوف"، حتى المغادرة الطوعية لآخر 77 عراقيا منتصف نوفمبر 2008.
اندثرت حكايات ذلك المخيم، ولا أظن أن ثمة مقالات قد كتبت عن ذلك المخيم الشهير، عدا ما نثرته في هذا العمود حينها.
اليوم، بعد مضي ربع قرن من الزمن، من المؤكد أن شباب رفحاء -مثلا- لا يعرفون عن ذلك المخيم الذي بنته حكومتنا لأشقائنا العراقيين شيئا سوى ما يعثرون عليه في محركات البحث، وبعض الروايات التي يتناقلها الذين عاصروا ذلك المخيم، وبالتالي لا يمكن لي مطلقا أن أتوقع من جيل الشباب العراقيين الحالي أن يعرفوا شيئا حقيقيا عن ذلك المخيم الإنساني المذهل!
تحدث سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف، أمام قمة الأمم المتحدة للاجئين والمهاجرين، وأشار إلى جهود بلادنا الإنسانية تجاه الأشقاء العرب في أزماتهم، ومن ذلك في ملف التعليم وحده: استقبال 141 ألف طالب سوري على مقاعد الدراسة المجانية، إضافة إلى 285 ألف طالب يمني.
وهذا كلام مهم ولا شك، لكننا تعلمنا أن ذاكرة الشعوب العربية سريعة العطب، وستنسى حتما كل ما قيل وسيقال، ولذلك نحن بحاجة إلى التفكير جديًا من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أو غيره، في وضع تصور أو آلية لإبراز جهود بلادنا تلك وتوثيقها.
يفترض تنحية المثاليات جانبا. لقد انتهى زمن المثاليات. أخبروا العرب ماذا قدمنا لهم.
الأجيال الجديدة من الشباب العربي لا تقرأ ولا تتابع وسائل إعلامنا المحلية. قدموا لهم المعلومة في بلادهم!.