كشفت مصادر قريبة من التحقيقات التي تجريها هيئة التحقيق والادعاء العام لـ"الوطن"، عن تطورت جديدة في القضية الأولى لغسل 14 مليار ريال، المتهم فيها 16 شخصا من جنسيات مختلفة، أنه تم التحقيق مع مقيم هندي تم القبض عليه أثناء قيامه بتحويل أموال من السعودية إلى هندي آخر لديه مكتب في دبي ويعمل معه 50 هنديا يتم توزيع المهام عليهم من استقبال تلك الحوالات من العمالة الهندية المتواجدة في السعودية ومن ثم إيصالها إلى ذويهم.


استقبال المكالمات

أشار المصدر إلى أن العامل اعترف خلال استجوابه في محضر التحقيق بأنه منذ عام زاره في منزله بمنطقة كيرلا منتور بالهند، شخصان من بني جلدته وعرضا عليه أن يعمل معهما في التحويلات المالية بعد قدومه للسعودية.

موضحا أنه بعد وصوله بشهر إلى مدينة جدة، اتصل عليه أحد الشخصين اللذين زاراه في بيته والذي يقيم في دبي مع أسرته، وطلب منه استقبال المكالمات التي سترد على جواله من عمال هنود وأن ينسق معهم لاستلام مبالغ تقدر بمليوني ريال، ومن ثم يقوم بتحويلها من السعودية إلى شخص آخر يقيم في دبي كان لديه سابقة في تحويل الأموال وسجن في السعودية وتم ترحيله، مشيرا إلى أنه لجأ إليه حتى لا يكون اسمه متداول أثناء التحويلات ويتم التعرف عليه من الجهات الأمنية في الداخل.



تنسيق التحويلات

أضاف العامل المتورط أن الشخص المقيم في دبي لديه مكتب يعمل معه 6 أشخاص في تنسيق وتنظيم عمليات التحويلات من خلال 50 هنديا يتعاملون مع مكتبه في مهام استقبال تلك الحوالات من العمالة الهندية الموجودة في السعودية ومن ثم إيصالها إلى ذويهم، بحجة أنهم لا يستطيعون إرسال تلك المبالغ الضخمة عن طريق البنك دفعة وحدة خشية أن يسألهم البنك من أين لكم هذا.

وسهل مكتب المقيم في دبي لهذه العمالة إرسال الأموال من السعودية واستقبالها وتسليمها لذويهم بمقابل مادي لتلك الحوالات التي ترد على حساب مكتب المقيم في دبي.


راتب 1500

أفاد العامل الهندي خلال التحقيق أن مصادر هذه الأموال على حد علمه عائدة من دخل سوبر ماركت ومطاعم تعود لعمال هنود في جدة ويتم إعطاؤه 1500 ريال كراتب شهري، موضحا أنه لا يعمل لدى كفيله، حيث إنه يقوم بجمع الأموال من العمالة الهندية إلى جانب عمله في شراء وبيع بضائع من عبايات وفساتين وتسويقها على سيارة في المدينة المنورة وحائل والقصيم.

وكان يحصل على ربح آخر يضيفه على رأس ماله ويأخذ منه ما يكفي احتياجاته. وقبل سفره إلى الهند قام بتصريف البضائع وبيع السيارة، حيث ثبت عليه المشاركة بتحويل أموال غير نظامية خارج السعودية.





الكيلو 2 طريق جدة

كشف العامل المتورط أثناء التحقيقات معه أن هناك متهما آخر هندي الجنسية تم القبض عليه، قدم إلى السعودية قبل 4 سنوات لأداء العمرة وتخلف عن الرجوع لبلاده وبقي في مكة لفترة من الزمن وكان يعمل في غسيل السيارات لمدة عام وقبض عليه وتم ترحيله. وبعد 4 سنوات، عاد إلى المملكة مرة أخرى ولم يعمل لدى كفيله وسكن مع شخص يدعي أنور لمدة عام كان يرافقه لاستلام الأموال من مكان بالكيلو 2 طريق جدة مكة مقابل راتب 5 آلاف ريال.

مضيفا أنه وصديقه أنور كانا يقابلان شخصا بنجلاديشيا يحضر لهما الأموال وبعد ذلك يذهبان للبنك لإيداع الأموال من خلال موظفين بالبنك على علاقة قوية به يساعدونه في الإيداع. وبعد عام سافر إلى الهند وتم القبض عليه في المطار.