انتقد مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان أبا الخيل، تعامل الشباب وأفراد المجتمع مع وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة وبتعمق وبمشاركة لا طائل منها، بعد أن أصبحت تحوي الكثير من الانحرافات الفكرية، والحملات الإعلامية التي تدار من الخارج، والتي اكتوى بها الكثير من أفراد المجتمع، وأصبح منهم من يحمل الأفكار السلبية والحاقدة على بلده بسببها.


الحملات الإعلامية في "تويتر"


لفت أبا الخيل خلال محاضرة نظمها مكتب الدعوة بالعزيزية في الرياض أول من أمس، بعنوان "الحملات الإعلامية على المملكة.. حقيقتها وأبعادها"، إلى أن ما نسبته 85 % من الغرب يستفيد من مواقع التواصل الاجتماعي بما ينفعه خصوصا في حياتهم الدنيوية، وذلك وفق دراسات عالمية دقيقة، مقارنة بنسبة 80 إلى 85 % من استخدامها في البلاد العربية والإسلامية، حيث كان استخدامهم لها سيئا وسلبيا، مشيرا إلى ما حصل في الوطن العربي.


"بلاي ستيشن" والأطفال


أوضح أبا الخيل أن من اخترع جهاز "بلاي ستيشن" فرض على ابنه ألا يلعب به سوى 45 دقيقة في اليوم والليلة، ونحن نرى أولادنا يجلسون أمام هذا الجهاز بالساعات وربما طوال أيام متتالية.


جذب دعاة الصحوة للشباب


المحاضرة التي ألقاها أبا الخيل لم يسلم منها دعاة الصحوة، حيث اتهمهم أبا الخيل بجذب الشباب لهم، وإبعادهم عن المشايخ الربانيين والعلماء الراسخين، حيث لوثوا أفكار جيل كامل من خلال تلونهم وتحزبهم. وقال إن العداء للإسلام الصحيح ومنهج السلف الصالح، ومحاولة دعم البدع ونشرها، والحقد والحسد على بلاد التوحيد والحرمين، والهوى والنفاق ومرض القلب والإرجاف وإخافة الآمنين، والفراغ والجهل، من أبعاد هذه الحملات التي تستفيد من النيل من عقيدة أهل السنة والجماعة والعداء للمملكة ومنهجها القائم على الكتاب والسنة، وزعزعة وحدة هذه البلاد الشرعية والوطنية وتماسكها، والعمل على إضعاف كيان الأسرة وأهميتها في المجتمع، وكل ذلك مع زرع الشبهات والشهوات المضلة والباطلة، وإذكاء روح الطائفية، ونشر الخلاف والاختلاف والفرقة بين أفراد المجتمع. وأضاف "لذلك جاء العمل على إيجاد الهوة بين الناس وولاة الأمر في المملكة عبر آراء مضللة وتأويلات منحرفة، وإبعاد الشباب عن العلماء الراسخين، من خلال إبراز بعض الشخصيات الصحوية التي تنتمي إلى جماعات وأحزاب ذات مطامع سياسية ودنيوية، ودعم الآراء والأفكار التي تتبناها بعض الجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة.

 


منهج حكومة المملكة

بين أبا الخيل أن حكومة المملكة تستمد قوتها من الكتاب والسنة في كل الأمور، كبيرها وصغيرها، مما يمنح للمجتمع السعادة والريادة، الأمر الذي برزت معه إمارة آل سعود وإمامة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وكانت صولتها قد بلغت الآفاق، مما جعل أعداء الإسلام يموتون غيظا، ويثيرون القلاقل والمشاكل ويحاولون النيل من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ومن ولاية آل سعود، بالدعاوى الباطلة والأكاذيب. وأضاف أن المملكة جعلت همها دعم المسلمين وقضاياهم في مشارق الأرض ومغاربها، وأقامت كل ما يخدم كتاب الله تلاوة وحفظا وتفسيرا من مجمعات ومسابقات وجوائز داخلية وخارجية، كما أقامت المراكز الإغاثية في شتى بلدان العالم.


العداء للإسلام


أكد مدير جامعة الإمام أن العداء للإسلام ليس وليد اللحظة، بل وجد مع وجود الإسلام عبر وسائل وأدوات ومناهج وطرق، تتوافق مع كل مرحلة وزمن بما يخدم تلك الحملات، مضيفا "فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما دعا إلى ربه وصرح بدعوته اتهم بأنه مجنون وساحر وكاهن، بل وأنكى شرا من ذلك أن رسول الله لم يسلم من عداء المشركين والمنافقين. وثبت في الحديث الصحيح عن أصل نبتة الخوارج التي تعتبر أول بدعة ابتدعت في الإسلام- كما أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما- أن النبي عندما عاد من غزوة حنين وجاء ليقسم الغنائم، فأعطى صناديد نجد أكثر من غيرهم لتأليف وجلب قلوبهم إلى الإسلام، فقام رجل يدعى عبدالله ابن أبي ذي الخويصرة التميمي فقال "اعدل يا محمد"، فتغير وجه الرسول وغضب عليه الصلاة والسلام، وقال "تأمنونني على أنفسكم ولا تأمنونني على هذه الأموال"، فقام عمر بن الخطاب فقال للرسول "دعني اضرب عنقه"، فنهاه الرسول وقال له "دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يتجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر (أي تضطرب) ويخرجون على حين فرقة من الناس".

 


شرعية دعم المملكة لليمن


 لفت أبا الخيل إلى أن المملكة بعد أن أعادت إلى اليمن الشقيق شرعيته، قبل أن يكون لقمة سهلة في أفواه الفرس، جاءت الحملات المعادية، التي ترمي سهامها على المملكة، وتقول إن حكومة هذه البلاد تعتدي على اليمن، وفي ذلك تدليس وهم يعلمون ذلك، وما إطلاق صاروخ باليستي على الأراضي المقدسة إلا أكبر شاهد على أنهم كاذبون ومنافقون ومخادعون وهم المعتدون لا نحن، فكل العالم أنكر واستنكر هذا الحادث العظيم، مؤكدا أن الدولة الفارسية الصفوية المارقة والفاجرة هي من تقف خلف ذلك الهجوم، ولكنها ردت على أعقابها خائبة.