الشباب عصب الحياة ووقود الحضارة العالمية، كثير من المصانع في الشرق والغرب يقوم عليها شباب، وكثير من طلبة الجامعات والمتميزين في الفكر والثقافة العالمية هم من هذه الفئة، يمكن أن يقال وبكل ثقة إن الشباب اليوم هم قادة العالم في السياسة والاقتصاد، وقليل منهم من تجاوز سن الشباب بقليل. يشكو كثير من الشباب العربي، وخصوصاً السعودي، من التهميش وعدم المشاركة اليومية في الحياة السياسية واتخاذ القرار في الشؤون الخاصة بهم، ولكن تمر حركة المجتمع على ما تعود عليه الشباب من تهميش وإقصاء حتى في الحوارات العربية في قضايا الشباب، يتناولها كبار السن ومن لا يحفل بهم أو لا يتصور مشكلاتهم بمنظور عصري وشكل صحيح، وهذا أهم أسباب التأخر العربي والتخلف وبروز العنف في المشهد العربي، إن تكميم أفواه الشباب وإقصاءهم عن الشورى والمشاركة في مستقبل المجتمع المدني أورث حساسية شديدة وفجوة بين فئات المجتمع والوطن الواحد، تتفاقم مشكلات الشباب يوما بعد يوم، وتتشابك وتتمدد بحيث يصعب حلهـا أو محاصرة أخطارها المتعددة. يتعرض الشباب العربي المهمش لاستقطاب جماعات متطرفة تؤجج العنف والصراع بصورة مخيفة، ويتم احتواء أذكياء الشباب، خصوصاً أصحاب الميول العلمية الرياضية منهم في أرقى الجامعات الغربية، ويتم إغراؤهم بشتى الإغراءات، وأهمها الحرية والدعم المادي والمعنوي، وهو أهم ما يحتاجه الشباب، فيعزف الشباب العربي عن العودة إلى أوطانهم والمشاركة في تحديث الحياة والإنتاج والإبداع بسبب التهميش الذي يجدونه في بلدانهم الأصلية. إن على دوائر الاهتمام العربية أن تعنى بفئة الشباب، وتحرص على تهيئة كل الأجواء المناسبة لهم ليكونوا مفاتيح المستقبل عن طريق مراكز بحث اجتماعية وتربوية بدعم معنوي ومادي سياسي واقتصادي مع دراسات مستفيضة تعنى بحاجات شبابنا، فالاستثمار في الشباب أهم مورد بشري يمكن الاستثمار فيه، والاستخفاف به وحرمانه من حرية التعبير وزيادة فرص العمل وعدم تطوير مناهج التعليم الخاصة به أبرز خلل في الدولة المعاصرة.