بعيد انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة غدا، تأتي انتخابات التجديد لأعضاء الكونجرس، واختيار حكام جدد، وعشرات الآلاف من المسؤولين المحليين.

ويضم الكونجرس مجلسين متوازيين في السلطة، هما مجلس النواب والشيوخ، وفي حال عدم سيطرة حزب الرئيس على أي منهما فسيكون من الصعوبة عليه تمرير قراراته.

وسيتم انتخاب جميع أعضاء مجلس النواب، الذي يسيطر عليه حاليا الجمهوريون بواقع 246 مقعدا، مقابل 186 للديمقراطيين، و3 مقاعد شاغرة نتيجة استقالتين ووفاة، ويبلغ عدد أعضاء المجلس 435 عضوا، في حين أن التوقعات لا ترجح تغيير الأكثرية في الانتخابات المقبلة. كما سيتم التجديد لـ 34 عضوا من مجلس الشيوخ، من أصل 100 عضو، لمدة 6 سنوات أخرى، ويمثل كل ولاية عضوان في المجلس، أيا كان حجمها، في الوقت الذي يهيمن الجمهوريون أيضا على المجلس بواقع 54 مقعدا مقابل 44 للديمقراطيين، ومستقلين اثنين متحالفين مع الديمقراطيين. وستمهد الانتخابات المقبلة، لانتخاب 12 حاكما، من أصل 50، حيث يتولون السلطة التنفيذية في ولاياتهم، ويمتلكون صلاحيات كثيرة غير منوطة بالحكومة الفدرالية، ويكون الحاكم هو أقوى شخصية سياسية في ولايته. ويتعين على الناخبين في حوالي 30 ولاية، التصويت على 154 استفتاء، تتعلق بمواضيع متعددة مثل الرواتب، والصحة والأسلحة الفردية، في حين سيتم انتخاب آلاف الأشخاص لتجديد مناصب محلية، على غرار المجالس التشريعية للولايات، وقضاة، ومجالس بلدية، ورؤساء بلديات ومقاطعات وغيرها.


أسرار الثلاثاء الثامن من نوفمبر

دأبت الولايات المتحدة على إجراء انتخاباتها الرئاسية في الثامن من نوفمبر، الذي يعتبر اليوم الرسمي للانتخابات الأميركية، ففي عام 1792، وضع بند جديد في الدستور الأميركي، يسمح لكل الولايات الأميركية بإجراء سباق رئاسي في أي نقطة انتخابية، خلال 34 يوما، قبل أول يوم أربعاء من شهر ديسمبر. وكان هذا الموعد هو وقت التقاء المرشحين لمنصب الرئاسة ونائب الرئيس، ويعرف باسم "الكليات الانتخابية"، حيث يتم إجراؤه في كل ولاية.

ويرجع سبب اختيار هذا الموعد من السنة، إلى عدة عوامل، في مقدمتها أن الولايات المتحدة كانت مجتمعا زراعيا، لذلك تم اختيار شهر نوفمبر، لأنه يلي موسم الحصاد مباشرة، ويكون المزارعون والعمال الريفيون أكثر قدرة على السفر والإدلاء بأصواتهم. كذلك سعى المشرعون لتجنب أن تكون الانتخابات في أوائل شهر نوفمبر لأن الولايات المتحدة تحتفل في ذلك التاريخ بما يسمى "عيد جميع القديسين". وهناك سبب آخر، هو أن بداية الشهر هو التاريخ الذي يقوم فيه التجار بجرد أرباحهم وخسائرهم، وخشي أعضاء الكونجرس من انعكاس نتائج الربح والخسارة على نتيجة الانتخابات. إضافة إلى أن فصل الشتاء والعواصف الثلجية، يكون في بداياته.

أما السبب في اختيار يوم الثلاثاء، فلأنه كان يتعين على سكان المناطق الريفية السفر لمسافات طويلة للوصول إلى أماكن الاقتراع، ولذلك لم يكن يوم الإثنين مناسبا، إذ كان سيتعين عليهم بدء رحلتهم الأحد، بما يتضارب مع مواعيد المواعظ الكنسية.

وفي عام 1845، قرر الكونجرس اختيار يوم 8 نوفمبر، كي تجرى فيه الانتخابات، بحيث لا يكون هنالك أكثر من 34 يوما بين اليوم الانتخابي وأول أربعاء من شهر ديسمبر، كما أن اختيار الثلاثاء يرجع إلى عدم لجوء الناخبين إلى تحمل مشقة السفر والتصويت في يوم الإجازة الرسمي وهو الأحد. 




 


ميليشيات العنيد تثير المخاوف


اعتبر المدعي العام السابق، النائب الجمهوري الذي خدم في إدارة جورج بوش الابن، ألبرتو جونزالس، نية ميليشيات مسلحة موالية للمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، إرسال أعضائها لمراقبة عملية الانتخابات، أمر غير قانوني، ولا يدعو للتفاؤل، مؤكدا في مقال نشرته جارديان البريطانية، أن الأفضل هو أن تكون الحماية من قبل السلطات الرسمية للدولة، مشيرا إلى أن تلك المجموعات المسلحة قد تؤثر على آراء الناخبين، بتهديد القوة والسلاح.

بدوره، أوضح البروفيسور في جامعة كاليفورنيا، ريك حسن، أن المخاوف الأمنية وابتزاز الناخبين قد ظهرت ملامحها من خلال بعض التصريحات لمؤيدي ترامب، حيث ظهر رجل على شاشة التلفزيون في ولاية أوهايو، وأخبر المراسل بأنه يريد مراقبة المراكز الانتخابية، خصوصا الأشخاص الذين لا يجيدون الحديث باللغة الإنجليزية، في إشارة واضحة إلى التهديدات التي يمكن أن تصدر في بعض المراكز. وأضاف حسن "ذهاب المراقبين المؤهلين إلى مراكز الاقتراع لمراقبة العملية الانتخابية يعتبر أمرا طبيعيا، إلا أن دعوة ترامب أنصاره للذهاب إلى تلك المراكز ومراقبة ماذا يحدث هناك، لا تعتبر مؤشرا جيدا، لأنهم أشخاص غير مؤهلين لتلك العملية"، مبديا تخوفاته من حدوث مواجهات وعمليات إرهابية قد تخل بالأمن الانتخابي.


مفارقات الرئيس الـ45 للولايات المتحدة

أشار الصحفي والمحلل السياسي، مايكل بارون، في تقرير نشره معهد "أميريكان إنتربرايز" لأبحاث السياسات العامة، إلى أنه من غير المفاجئ لكلا المرشحين أن يشكك في مصداقية الآخر، بسبب قلة التجمعات الانتخابية التي عقداها، كما أن كليهما خرقا عدداً من القواعد الانتخابية القديمة المعروفة لدى عامة الناس. وبالنسبة للديمقراطيين فقد رشحوا أول امرأة من بينهم، كي تصبح رئيسة، في حين رشح الجمهوريون رجلا لا يملك من الخبرة في السياسة أو الخدمة العسكرية شيئا يذكر، الأمر الذي يعد سابقة مثيرة للاستغراب.

أكد بارون، أنه لا يوجد استغراب من عدم انتخاب الشعب الأميركي لامرأة على رأس الدولة، على غرار بريطانيا، وألمانيا، وتركيا، والهند، والفلبين، وإسرائيل، وسريلانكا، وكوريا الجنوبية، وإندونيسيا، وبنجلاديش، مشيرا إلى أن رغبة كلينتون في الوصول إلى البيت الأبيض تعود إلى أنها العضو الوحيد على قيد الحياة، في عائلة خدمت في المجالات النووية.




ترشح أقارب الرؤساء

لفت التقرير، إلى أن هنالك اثنين من الأبناء نُصّبوا رؤساء للبلاد، وهما جون كوينسي آدامز، الذي انتخب في عام 1825، بعد أشهر من تقاعد والده جون آدامز في عمر 90، وجورج بوش الابن، الذي انتخب في عام 2000، عندما كان والده في عمر 76. بينما بيل كلينتون زوج المرشحة الحالية، يبلغ 70 عاما، وخرج من البيت الأبيض في عام 2000، لكنه عاد إلى إدارة السياسة الحزبية من خلال دفع زوجته لكي تكون في الواجهة السياسية، حيث كانت سياسة الأخيرة مثل جورج بوش الابن، مختلفة تماما عن أقاربهم الذين حكموا.




إفلاس ترامب

أوضح بارون، أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب، يعتبر الثاني وليس الأول الذي لا يمتلك خبرة في الإدارة أو في الخدمة العسكرية، ففيما كان المرشح ويندل ويلكي في عام 1940، رجل أعمال ثريا يعيش في شقة مترفة بمدينة نيويورك، وكان يقدم برامج في الإذاعة، وتم دعمه من قبل المؤسسة الجمهورية في البلاد، من قبل المحامين والصحفيين، تعتبر تجربة المرشح الحالي دونالد ترامب، سابقة ومختلفة عن المرشحين الآخرين الذين يتنافسون على البيت الأبيض، فهو يفتقد الموهبة التي كان يملكها ويلكي في استجلابه للناخبين، كما كان يمتلك الثقافة والمسؤولية.

وأضاف الكاتب، أن ترامب يختلف عن أسلافه المرشحين في الانتخابات منذ نحو قرن، بأنه أظهر سياسة عدائية تجاه السود والمسلمين، وركز دعمه على الأميركان البيض. مما دفع عددا من رموز الحزب، إلى التخلي عن تقديم الدعم له.


محطات في التاريخ الأميركي

أبها: الوطن

تشهد الولايات المتحدة غدا، السباق الرئاسي رقم 58، منذ إعلان الدستور الأميركي قبل نحو 227 عاما، لينتخب الأميركيون رئيسهم رقم 45 لفترة رئاسية جديدة. ومر على الولايات المتحدة رئيسان رشحا بالتزكية، هما جورج واشنطن في عام 1789، و1792، في حين عارض الرئيس جيمس مونرو، صوت واحد فقط، ليصبح واشنطن هو الرئيس الوحيد المنتخب بالإجماع على مر تاريخ الولايات المتحدة.

كما جرت انتخابات رئاسية مبكرة، في الفترة ما بين 1796 - 1824، تمت تحت ظروف مغايرة تماما لما تشهده البلاد اليوم، حيث إن الانتخابات حاليا أصبحت متقاربة جدا في النسب، ويصعب على الناخب تحديد خياراته، وتكون نسب التصويت تحت 50%، حيث يعتبرها البعض لا معنى لها، خصوصا في الانتخابات الرئاسية التي جرت منذ عام 1972، التي كان يحسم فيها المرشح أمره منذ الانتخابات المبكرة.


ترامب يصوت لمصلحة كلينتون

أبها: الوطن

كشف مدير معهد مكافحة السرطان في ولاية فرجينيا، الدكتور ترامب، عن مصادفة جمعته بالمرشح الجمهوري، الذي يحمل اسما مطابقا له، عندما التقيا قبل 15 عاما، وأضاف الطبيب الذي يعمل في هذا المجال منذ 40 عاما أن المرشح الذي كان نجمه قد لمع حينها في مجال الأعمال، اتصل عليه طالبا إجراء فحوص سريرية في معهد روسويل بارك للسرطان في مدينة بوفالو بولاية نيويورك، حيث كان الدكتور ترامب يعمل فيه هناك. وكانت إدارة المعهد قد اتخذت مسبقا قرارا بإجراء الاختبارات السريرية للشاب المريض.

وسعى الطبيب إلى الاستفادة من تلك المصادفة في وقت لاحق، عندما كان المعهد يبحث عن متبرعين لتمويل أبحاثه، وقال في تصريح إلى شبكة CNN الأميركية "لا أحد يضيع الفرصة عندما يجدها، لهذا وجدت أنه من المناسب الاتصال به لاحقا وأن أطلب منه أن يسهم في التبرع لمصلحة حملة المعهد في بوفالو لأبحاث السرطان، إلا أنه اعتذر بأدب عن المشاركة، واكتفى بإرسال فيديو مسجل يدعو فيه بالتمنيات الطيبة للمعهد". وأضاف في لهجة ساخرة "كان تبرعا سخيا".

ومضى الطبيب قائلا إنه التقى المرشح وجها لوجه بعد وقت من انتهاء حملة التبرعات، في برج ترامب بنيويورك، وتابع "إنه رجل جذاب ومن الذين يبدون اهتماما بمجال الطب، على رغم ما كان يبدو عليه من التبجح، ومع أنه لم يكن وقتها بالتوهج الذي يبدو عليه الآن، إلا أنه في الآخر شخص ناجح بشكل واضح، ولست مستاء أن أقول ذلك، فأنا أعرف أنه ناجح فعلا".

واستدرك الطبيب قائلا إنه لن يصوت لمصلحة دونالد ترامب، وتابع "أميل للديمقراطيين منذ وقت طويل، وسوف أمنح صوتي لهيلاري كلينتون لهذا السبب. فأنا أشعر دائما بأنني مأخوذ بنظريات الديمقراطيين ونهجهم".