تتفاوت أهمية عيون الماء "الينابيع" بحسب نوعية مياهها، فهي تتراوح بين الحارة والباردة وبين العذبة الصالحة للشرب والضاربة الملوحة والقلوية المخلوطة بمياه الأودية التي تصلح للزراعة. وهناك نوع آخر من العيون التي تحوي نسبا متفاوتة من الأملاح المعدنية تصلح للتداوي والاستشفاء، وفي محافظة سراة عبيدة عرف السكان عيون مياه كثيرة، ارتادها الرعاة، واستفاد منها المزارعون متى كانت قريبة من مزارعهم.




هياكل خرسانية

بجولة لـ"الوطن" في عين ماء من أشهر العيون في المحافظة اتضح أنه قد احتواها مبنى للضخ لصالح مشروع الصرف الصحي في المحافظة المتعثر منذ سبع سنوات، وتبين أنه لا يوجد سوى بعض المباني التي لا زالت هياكل من خرسانة مسلحة، وأن بعض المباني أصبحت مأوى للحيوانات الضالة، وأن نسبة الإنجاز لم تصل فيها أكثر من 40% وبعض أعمدة أسياخ الحديد فيها مهترئة وكساها الصدأ، وتعتبر في حكم المتعثرة بمرور نحو 7 سنوات دون إنجاز.




نبع الماء

المبنى المتعثر الذي بني فوق نبع ماء بالقرب من إدارة التعليم، حاول مواطنون ثني الشركة المنفذة آنذاك وتغيير المكان، وأبلغوا المديرية لكن شكاواهم لم تجد أذنا صاغية، استمر العمل حتى تم طمر النبع بالخرسانة لكن قوة التدفق زادت عقب موسم الأمطار الذي شهدته المحافظة خلال الأشهر الماضية.




تدفق المياه

في حديثه إلى "الوطن" قال نائب قرية قرن وقشة عبدالرحمن آل ثابت، إن المبنى بني فوق نبع قوي طبيعي معين سطحي مياهه صالحة، معروف من قديم الزمان تنبع المياه فيه من جميع الجهات "تحتية وجانبية وفوقية" سواء في أوقات الرخاء أو الشدة ومن منابع كثيرة، وقد عمل المقاول خزانات خرسانية تحتية عشوائية رغم محاولة سحب المياه الحالية بأقوى المضخات ولكن دون جدوى، ما جعل المقاول يغطي هذا الخلل ويتعمد تهميشه والبناء فوقه ولكن قوة المياه النابعة طغت وظهرت بارتفاع عال حتى غطّت خزانات الصرف.




صهاريج البلدية

تعثر المشروع وندرة الحصول على مياه تصلح لسقيا حدائق وأشجار البلدية، اضطرها للاستفادة ولو مؤقتا من كمية المياه، حيث تنزح صهاريج البلدية يوميا عشرات الأطنان من تلك المياه الصالحة للشرب دون تأثير على الكمية فكلما زاد استخراج المياه زادت وعادت إلى مستواها الطبيعي خلال أقل من ساعة.




احتواء النبع

طالب يحيى بن سعيد البشري باحتواء ذلك النبع ووقف الهدر المالي في الإنفاق ولو مستقبلا على مثل هذا المبنى والاحتفاظ به ليكون رافدا للمياه الصالحة للشرب، مطالبا في ذات السياق إلى وجوب الأخذ بعكس اتجاه المخطط الأول، والاستعانة بآراء مواطني تلك المنطقة، ليبينوا للمسؤول ما يتفق مع الطبيعة والتضاريس ومنسوب ومستويات الأرض حتى نضمن نجاح مشروع الصرف القادم لسراة عبيدة، لافتا إلى أن الأخذ بطبيعة الأرض ومنسوب مجاري الأودية المنحدرة من الجنوب إلى الشمال، مثل وادي الغرمول، الجر، السروي، وأودية محلية والوادي الأبيض كلها تخترق سراة عبيدة وتلتقي في الوهابة لتذهب إلى الربع الخالي طبيعية دون الحاجة إلى أدنى مضخة أو شفط.




مشروع متعثر

ورد في تقرير بثته وكالة الأنباء السعودية "واس" في 13 يناير 2009 أن محافظة سراة عبيدة تشهد نهضة تنموية في جميع المجالات من خلال تنفيذ العديد من المشروعات البلدية والصحية والمياه والتعليمية حيث بلغت تكلفتها أكثر من 812 مليون ريال، وورد في التقرير أن من ضمن تلك المشروعات محطة معالجة المياه بتكلفة 14 مليون ريال على مساحة بلغت أكثر من 7000 متر مربع، ويحوي المشروع على خزان تجميع المياه المعالجة بالإضافة إلى عشرة أشياب جاهزة للعمل، حيث وضع حجر الأساس لمجموعة من المشروعات التنموية أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، ومن ضمنها مشروع شبكات الصرف الصحي بطول 72 كلم بتكلفة 50 مليون ريال.