أثبتت مسابقة التأليف المسرحي التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح سنويا مجافاتها للمسرحيين الخليجيين، حيث كشفت نتائج دورتها الثامنة التي أعلنت قبل أيام استمرار خلوها من أسماء كتاب المسرح في الخليج الإ في ما ندر. ومنذ تأسيسها عام 2009، وحتى الآن تعد حظوظ الخليجيين في هذه المسابقة الأقل مقارنة بالكتاب في الدول العربية الأخرى حيث لم يحصل على الجائزة في شقيها للكبار والصغار، سوى 3 كتاب خليجيين، وجميعهم من دولة واحدة هي عمان، وهذا ما يطرح سؤالا عريضا:ً هل الكتاب الخليجيون يعزفون عن هذه المسابقة، أم أن المستوى الفني للنصوص الخليجية لا ينافس مع النصوص العربية الأخرى؟




القدرة على المنافسة

يقول المسرحي الدكتور سامي الجمعان، هذا سؤال ترتبط إجاباته باشتراطاته، التي منها أن يكون عدد المشاركين من السعودية أو من دول مجلس التعاون عامة يفي بغرض التنافس؛ ورغم افتقاري للإحصاءات في عدد المشاركات الخليجية، إلا أنني أعتقد أحد أمرين؛ إما أن تكون المشاركات نسبتها قليلة مقارنة بالدول العربية، أو أن تكون جيدة نسبيا مع ضعف في المستوى الفني؟

قد يثير مثل هذا التساؤل شيئا من اللغط لدى البعض، حين يعتقدون أنه يشكك في مصداقية اللجان أو ما شابه، لكن هذا الخيار أو التوقع أو التفسير بعيد كل البعد، والمسألة في ظني تخضع لقيمة وجودة العمل الفني وقدرته على إحراز التنافس.

والسؤال المفترض طرحه أين الكتاب الخليجيون لاسيما المحترفين من هذه المنافسات؛ ولماذا لا يحرصون على الإسهام فيها؟ ولاشك أنني أحدهم حيث أتحاشى دائما الدخول في مثل هذه المنافسات.




نص حاضر

يؤكد الكاتب المسرحي عباس الحايك أن عدم فوز أي نص سعودي أو خليجي هذا العام أو قلة فوز النصوص الخليجية في المسابقة لا "يقلل من شأن النص المسرحي في السعودية وفي الخليج". وقال : هذا النص عالي الكعب، وحاضر على خشبات المسرح العربية ويحصد جوائز مهرجانات. ولكن لكل لجنة تحكيم نصوص معاييرها الخاصة التي تنطلق منها لتحكيم النصوص، ومنها لجنة تحكيم مسابقة الهيئة، وربما لا تنطبق النصوص المشاركة على اشتراطات هذه اللجان بالتحديد، ولكنها قد تلفت الأنظار في مسابقات أخرى.

ولكن لنا أن نقول أن دخول نصين مسرحيين ضمن قائمتي الـ 22 نصاً الأفضل للكبار وهو نص "القسطل" لحسين عبد علي من البحرين والـ24 نصاً للأطفال للعمانية وفاء الشامسي دليل على التفوق، فالوصول لهذين المركزين وسط 308 نصوص مشاركة في المسابقة هو فوز بحد ذاته.

ما أتمناه على كتاب النصوص الذين يرغبون المشاركة في مسابقة التأليف في الأعوام القادمة الاطلاع على النصوص الفائزة وقراءتها بعين الفاحص للتعرف على نمط الكتابة الذي يستهوي لجنة التحكيم لهذه المسابقة.